أظهرت بيانات حديثة من منظمة السياحة العالمية أن قارة إفريقيا قد نجحت في تجاوز مستويات السياحة ما قبل جائحة كورونا، حيث استقبلت 74 مليون زائر في عام 2024، هذا الرقم يعكس زيادة ملحوظة بنسبة 7% مقارنة بعام 2019، وبنسبة 12% مقارنة بعام 2023. وتعتبر هذه الأرقام دليلاً على نجاح القارة في استعادة نشاطها السياحي بشكل أسرع من المتوقع.
منطقة شمال إفريقيا كانت الأكثر تقدمًا في جهود التعافي، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 22% في أعداد السياح مقارنة بسنة 2019، هذا الانتعاش في القطاع السياحي يعكس قدرة المنطقة على جذب السياح مجددًا، ويعد مؤشرًا إيجابيًا على تعافي الاقتصاد السياحي في هذه المنطقة.
وبفضل هذا النمو الملحوظ، أصبحت إفريقيا ثاني أسرع قارة تعافيًا في القطاع السياحي على مستوى العالم في 2024، بعد منطقة الشرق الأوسط التي حققت زيادة استثنائية في أعداد السياح بنسبة 32% مقارنة بالفترة التي سبقت الجائحة، يُظهر هذا التفوق كيف أن السياحة الدولية تتعافى بسرعة في بعض المناطق مقارنة بغيرها.
على الصعيد العالمي، شهد قطاع السياحة تعافيًا شبه كامل في عام 2024، حيث بلغ إجمالي عدد السياح الدوليين حوالي 1.4 مليار سائح، وهو ما يمثل نسبة تعافٍ تقدر بـ 99% من مستويات ما قبل الجائحة، مقارنة بعام 2023، شهد القطاع زيادة بنسبة 11% في أعداد السياح الدوليين، ما يعكس الاستقرار الكبير في هذا القطاع الحيوي.
من جهة أخرى، حققت عائدات السياحة الدولية في 2024 ارتفاعًا كبيرًا، حيث بلغت 1.6 تريليون دولار، بزيادة قدرها 3% عن العام السابق، و4% مقارنة بعام 2019، هذه الزيادة تأتي بالرغم من تأثيرات التضخم وتقلبات العملات، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في القطاع.
أما بالنسبة للتوقعات المستقبلية، فتتوقع منظمة السياحة العالمية أن يستمر القطاع في النمو خلال عام 2025، مع تقديرات بزيادة تتراوح بين 3% و5%.
وقد أظهرت دراسة لمؤشرات الثقة في القطاع أن 64% من الخبراء يتوقعون تحسنًا في الأداء، بينما يتوقع 26% الاستقرار و9% فقط يشيرون إلى احتمالية تراجع القطاع.
هذا التحسن الكبير في قطاع السياحة في إفريقيا يعكس جهود الدول الإفريقية في تعزيز البنية التحتية السياحية وتقديم المزيد من التسهيلات لجذب السياح، مما يجعلها وجهة سياحية واعدة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
