
تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة، بعد قليل، أعمال القمة العربية الطارئة حول فلسطين، وبحث خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة والتطورات الأخيرة في القطاع.
وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة، من المقرر أن تنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف عصرًا بتوقيت القاهرة، ثم تقام بعدها مأدبة إفطار رمضاني على شرف الوفود المشاركة، وبعدها يتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية، على أن يتم بعد ذلك إعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية، وتعتزم عرضها على قمة الثلاثاء.
إعادة الإعمار دون تهجير
وتركز الخطة المصرية على إعادة إعمار ما دمرته الحرب على غزة، بما يضمن بقاء أهالي قطاع غزة في أرضهم، وذلك بعد إعلان الرئيس ترامب، في وقت سابق من فبراير، عن خطة يتبناها لإنهاء النزاع في غزة تتضمن تهجيرًا للسكان منها، الأمر الذي تحاول دول عربية فاعلة في الملف تلافيه.
ويطغى على القمة خطر استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع أول أمس الأحد، مما يجعل أي خطة إعادة إعمار موضع نقاش في الوقت الحالي.
اعتماد خطة مصر
واعتمدت القمة العربية في مسودتها للبيان الختامي، يوم الثلاثاء، الخطة المصرية لمستقبل قطاع غزة.
ودعت مسودة البيان الختامي المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع لهذه الخطة.
ورحب البيان بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة خلال الشهر الجاري.
ودعا القادة العرب إلى إجراء انتخابات في كافة المناطق الفلسطينية خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك، وفقًا لمسودة البيان الختامي للقمة العربية.
القضية الفلسطينية في مهب الريح
في السياق، أكد الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، أنّ القمة العربية الطارئة بالقاهرة اليوم غير عادية نظرًا لحجم التحديات غير المسبوقة التي تواجه القضية الفلسطينية والتي تجعلها في مهب الريح، في ظل هذا اليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل.
وأوضح “أحمد”، في مداخلة هاتفية، عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أنّ القمة الطارئة تعكس الموقف العربي الرافض لتهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف لديه مشروعات خبيثة وتوسعية للقضاء على القضية الفلسطينية، من خلال مخططات التهجير القسري او الطوعي للفلسطينيين.
بدأ توافد الرؤساء والقادة العرب المشاركون في القمة العربية الطارئة المخصصة للقضية الفلسطينية إلى القاهرة، فيما تتجه الأنظار على المستوى العربي والدولي إلى القمة الطارئة التي تناقش “خطة عربية” لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله.
وفي زيارته الأولى لمصر منذ توليه منصبه، وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية الطارئة، وفق وكالة الأنباء السورية، التي أكدت أن زيارة الشرع لـ”حضور القمة العربية غير العادية بالقاهرة حول تطورات القضية الفلسطينية”.
ولم تحدد المسودة ما إذا كان سيتم تنفيذ الاقتراح قبل أو بعد أي اتفاق سلام دائم لإنهاء الحرب في قطاع غزة، كما لا تتطرق لمن سيدفع فاتورة إعادة الإعمار، ولم تنشر أي تفاصيل دقيقة بشأن كيفية حكم القطاع.
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة كانت قدرت في وقت سابق تكاليف إعمار قطاع غزة، بسبب الدمار الذي حل عليه جراء الحرب الإسرائيلية، بنحو 53 مليار دولار.