سلايدرعالم

إعصار دانيال.. لماذا حصدت الفيضانات آلاف الأرواح “بسرعة” في درنة؟

 

ضرب الإعصار “دانيال” القوي عدة مدن شرقي ليبيا، وتسببت في انهيار سدين في درنة، مما أسفر عن فيضانات دمرت نحو ثلث المدينة، ووفاة أكثر من 5 آلاف شخص، وفي تقديرات أخرى نحو 20 ألفًا.

جمال حسين: ليبيا تحتاج إلى وقفة دولية كبيرة لإنقاذها من كارثة إعصار دانيال

يبحث سكان مدينة درنة الليبية المدمرة باستماتة عن ذويهم المفقودين، فيما دعا رجال الإنقاذ إلى توفير المزيد من أكياس الجثث بعد أن أودت سيول كارثية بحياة آلاف الأشخاص وجرفت كثيرين إلى البحر، بحسب “رويترز”.

وطمست السيول الناجمة عن العاصفة دانيال مساحات شاسعة من المدينة المطلة على البحر المتوسط واجتاحت مساء الأحد مجرى نهر عادة ما يكون جافًا، مما أدى إلى انهيار سدود ومبان متعددة الطوابق كان بداخلها عائلات نائمة.

وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، أنه تم إحصاء أكثر من 5500 جثة، و10 آلاف مفقود، و7 آلاف جريح، ولا حصيلة نهائية حتى الآن. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن العدد لا يقل عن خمسة آلاف.

أمر غير مسبوق

 

 

ووصف مسؤولون ليبيون، سواء في الحكومة المكلفة من البرلمان في الشرق، أو حكومة “الوحدة الوطنية” في الغرب، ما تواجهه البلاد بأنه “أمر غير مسبوق”.

وذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، أن هناك “عوامل جغرافية متعلقة بالمناخ” تسببت في هذه الكارثة، وفي مصرع الآلاف “بسرعة كبيرة”.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن الفيضانات في درنة كشفت بشكل واضح “كيف يمكن أن تؤثر طريقة إنشاء البنى التحتية، بالتعاون مع المناخ والجغرافيا، في حجم الدمار، لتحول عاصفة إلى كارثة غير مسبوقة”.

وقالت أستاذة علوم البيئة في جامعة ميامي الأمريكية، كاثرين ماخ: “الفيضانات هي مصادر الخطر الطبيعية الأكثر تدميرًا من حيث الممتلكات والأرواح”.

وتعتبر البيئة الطبيعية للمنطقة التي ضربها الإعصار “دانيال”، من بين العوامل التي تؤثر بشكل كبير على حجم الأضرار.

التغير المناخي

وفي وقت تتمتع ليبيا بمناخ جاف، ونادرا ما تشهد أمطارا غزيرة، لكن العاصفة الأخيرة تسببت في أمطار قياسية بلغ منسوبها نحو 400 ملم في درنة والمناطق المحيطة بها، وفقًا للمركز الوطني للأرصاد في ليبيا.

وفي العادة، يكون منسوب الأمطار نحو 1.5 ملم فقط في هذا الوقت من العام.

وتعليقا على ذلك، قالت ماخ: “نعيش بسبب التغير المناخي، في فترة تشهد هطول الأمطار بكثافة أكبر”.

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة درنة تقع فوق ما يعرف بالمروحة الطميية أو “المروحة الغرينية”، وهو مصطلح يشير إلى طبيعة تتشكل عند قواعد سلاسل الجبال بواسطة الرواسب، التي تتكون بعد انسياب المجاري المائية في الأودية شديدة الانحدار.

وقال أستاذ البيئة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، بريت ساندرز، إن مثل هذه الطبيعة أو المناطق “معرضة بشكل كبير لخطر الفيضانات القوية”.

واستطرد: “حينما تتعرض مناطق المراوح الطميية لأمطار غزيرة، تزداد احتمالية الفيضانات القوية، وتتحرك بسرعة شديدة، حاملة الرواسب والحطام، لتجرف كل ما في طريقها”.

وضربت فيضانات قوية اليونان خلال الأيام الماضية بفعل نفس العاصفة “دانيال”، وأودت بحياة 15 شخصا في وسط البلاد، بسبب الأمطار الغزيرة التي سجلت منسوبات قياسية.

 

ونقلت وكالة “رويترز”، عن خبير المناخ اليوناني، خريستوس زيريفوس، قوله إنه لم يتم جمع بيانات العواصف بالكامل بعد، لكنه قدّر أن منسوب مياه الأمطار التي تهطل على ليبيا يبلغ مترا، أي ما يعادل ما سقط على ثيساليا بوسط اليونان خلال يومين.

وأضاف، الثلاثاء، أن ما حدث “لم يسبق له مثيل”، وأن “كمية الأمطار التي غمرت منطقة البحر المتوسط، كانت أكبر من أي وقت مضى، منذ بدء التسجيل في منتصف القرن التاسع عشر”.

الوضع كارثي

في غضون ذلك قال الدكتور محمد دومة وزير الموارد المائية الليبي، اليوم الخميس، إن ليبيا تواجه كارثة كبيرة لم تشهدها منطقة حوض المتوسط من قبل.

وأضاف “دومة”، في مداخلة هاتفية مع قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الوضع في مدينة درنة والمنطقة المحيطة كارثي، حيث انقطعت الطرقات وتدمرت شبكات المياه والصرف الصحي.

وأوضح أنه يتم العمل حاليًا على تقديم المعونات الإنسانية اللازمة مع إعادة شبكات المياه وتوفير المساكن الملائمة للمتضررين، مشيرًا إلى أن جلسة البرلمان اليوم، ستضع ميزانية طوارئ خاصة لإعادة إعمار البنية التحتية في البلاد، وانهيار السد في درنة فاقم الأزمة ورفع أعداد الضحايا جراء العاصفة.

مخاوف من تفشٍ وبائي

ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، عن عمال إنقاذ في مدينة درنة الليبية المنكوبة مطالبهم بالحصول على مزيد من أكياس الجثث، بعد الفيضان الكارثي الذي أودى بحياة الآلاف وجرف الكثيرين إلى البحر.

 

 

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن المساعدات الدولية بدأت تصل ببطء إلى المدينة الساحلية، بعد أن ضربت العاصفة دانيال الساحل الشمالي لليبيا مساء السبت الماضي، وهناك مخاوف من أن يصل عدد الضحايا إلى نحو 20 ألف شخص.

ونقلت “الجارديان” عن عمدة درنة عبد المنعم الغيثي، قوله إنهم في حاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الغرقى، معربا عن خشيته من أن تصاب المدينة بالوباء بسبب الضحايا تحت الأنقاض وفى المياه، بينما قال لطفى المصراتي، مدير فريق البحث في تصريحات إنهم بحاجة إلى أكياس للمتوفين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحاجة إلى دفن القتلى لتجنب انتشار المرض كانت شديدة لدرجة أنه تم دفن المئات بشكل جماعي في قبر واحد، وطالب سكان درنة بإنشاء مستشفى ميداني جديد، حيث أصبح المستشفيان الموجودان في المدينة مشارح مؤقتة.

 

A satellite image shows a coastal road washed away in the floods, in the aftermath of the floods in Derna, Libya September 13, 2023. Maxar?Technologies/Handout via REUTERS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVES. MANDATORY CREDIT. DO NOT OBSCURE LOGO.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *