سلايدرعالم

إعدامات ميدانية وتصفية عرقية.. الساحل السوري يشتعل و”الشرع” يدعو للوحدة

تراجعت حدة الاشتباكات بين القوات المرتبطة بحكام سوريا الجدد ومسلحين من الطائفة العلوية الموالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في المنطقة الساحلية من البلاد، إذ عززت قوات الأمن انتشارها في المنطقة، ولا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة.
وشهد الساحل السوري وقوع عدة مجازر، منذ صباح السبت، في عدة قرى وبلدات تابعة لأرياف اللاذقية وطرطوس وحماة، قتل فيها أكثر من 145 شخصًا.
ووقع بعض هذه المجازر في قرية الصنوبر، التابعة لناحية جبلة، وفي قرية بستان الباشا، في ريف جبلة، وفي قرية حريصون، في ريف بانياس، التابعة لمحافظة طرطوس، وفي بلدتي القبو وعين العروس، في ريف اللاذقية، وقريتي الأرزة والتويم، في ريف حماة.
تعزيزات عسكرية
وأعلن المتحدّث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني أن هذه القوات “أعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام”.
ودعا في تصريح مصور لسانا “جميع الوحدات الميدانيّة الملتحقة بمواقع القتال إلى الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريّين والأمنيّين”، مشددا على أنه “يمنع منعا باتا الاقتراب من أي منزل أو التعرض لأي شخص داخل منزله إلا وفق الأهداف المحدّدة من قبل ضباط وزارة الدفاع”.
وأعلنت وزارة الداخلية في سوريا، إن إدارة الأمن العام أرسلت تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
وأظهرت مشاهد بثتها الوكالة ما قالت إنها قافلة لقوات الأمن تدخل بانياس في محافظة طرطوس.
إغلاق المدارس وقطع الاتصالات
ووسط هذه التطورات، أغلقت المدارس في محافظتي اللاذقية وطرطوس الأحد والاثنين، بحسب وكالة سانا.
وتوقفت الاتصالات والإنترنت عن درعا والسويداء بسبب انقطاع كابل رابط بين دمشق ودرعا.
وأوضح مدير فرع اتصالات درعا المهندس أحمد الحريري أن انقطاع الكابل ‏الضوئي الرابط بين درعا ودمشق أدى إلى توقف خدمات الاتصالات ‏والإنترنت عن محافظتي درعا والسويداء. ‏
وأشار الحريري في تصريح لـ “سانا” إلى أن هذه الحادثة تأتي نتيجة تعديات ‏متكررة على البنية التحتية للاتصالات، والتي أدت إلى قطع الكبل الضوئي ‏الحيوي الذي يربط المحافظتين بمراكز الاتصالات الرئيسية.‏
تعزيزات في الساحل
ويوم السبت الماضي، أعلنت السلطات في سوريا تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل بغرب البلاد وفرض “السيطرة” على مناطق شهدت مواجهات إثر مقتل أكثر من 700 مدني علوي على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها منذ الخميس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد سكّان في المنطقة الساحلية بعمليات قتل طالت مدنيين، خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين، هي الأعنف منذ إطاحته في الثامن من ديسمبر.
1000 قتيل
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن أكثر من ألف شخص قتلوا خلال الاشتباكات المستمرة منذ يومين بين مسلحين وقوات الأمن التابعة للحكام الإسلاميين الجدد من جهة ومسلحين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد من جهة أخرى في المنطقة الساحلية من البلاد.
وأضاف المرصد أن من بين القتلى 745 مدنيا و125 فردا من قوات الأمن السورية و148 مسلحا من الموالين للأسد.
تحديات متوقعة
وجدد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع دعوته إلى “الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي” في سوريا.
وقال الشرع، في كلمة مصورة بعد فجر اليوم الأحد، إن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن “التحديات المتوقعة” مع استمرار الاشتباكات في المنطقة الساحلية من البلاد.
وقال الشرع خلال كلمته إن “ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة”، مضيفا “يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، على السلم الأهلي قدر المستطاع”.
وشدد على أن السوريين قادرون على “أن نعيش سوية بهذا البلد قدر المستطاع”، وذلك بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين لـ”الأسد”.
تصفية عرقية
إلى ذلك، أكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عمليات القتل الواسعة النطاق في مناطق تمركز العلويين في سوريا ترقى لأن تكون أسوأ أعمال عنف منذ سنوات في صراع أهلي مستمر منذ 13 عاما، متحدثا عن “عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي” و”عمليات إعدام ميدانية” ترافقت مع “عمليات نهب للمنازل والممتلكات”.
ونشر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارا عن قتل مدنيين من أفراد عائلات ينتمون إلى الطائفة العلوية في المنطقة، كما قالت ناشطة إن والدتها وأخوتها “ذبحوا جميعا في منزلهم”.
وشارك ناشطون والمرصد السوري الجمعة مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدّس بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع دماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.
وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحدا تلو آخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ولم يتسن التأكد من صحة هذه التسجيلات.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”احترام أرواح المدنيين” و”السماح للمسعفين والعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لتقديم المساعدة الطبية ونقل الجرحى والجثامين”.
وحضّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس السبت، الأطراف على “وقف الأعمال العدائية فورا وتجنّب استهداف المدنيين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *