
قال عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة “فتح” الفلسطينية إن كلمات الزعماء والقادة العرب خلال القمة العربية المنعقدة في بغداد كانت مباشرة وواضحة، وتعكس حالة من الانسجام الكامل في المواقف تجاه القضايا العربية الجوهرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تصدرت جدول أعمال القمة.
وأضاف أن ما شهدته القمة من وحدة وتوافق في الخطاب العربي والإسلامي يمثل نقطة قوة وارتكاز مهمة في ظل التحديات التي تواجهها الأمة العربية، ولا سيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تصعيد ومعاناة، بالتزامن مع أزمات أخرى تمس عمق الأمن القومي العربي.
وذكر أيضًا أن القمة جاءت بعد فترة قصيرة من القمة الطارئة التي استضافتها مصر في مارس الماضي، وهو ما يعكس تنامي الوعي العربي والإسلامي بأهمية التحرك المشترك والوقوف بجدية أمام قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعتبر مرتكزًا مهمًا ورسالة واضحة لكل من يتابع المشهد الإقليمي، مؤكدًا أن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة لن يكون ممكنًا إلا من خلال حل عادل للقضية الفلسطينية يستند إلى قرارات الشرعية الدولية.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي العراقي ونقيب الصحفيين العراقيين، مؤيد اللامي إن القمة العربية كانت محورية، حيث تناولت الأوضاع في غزة وسوريا ولبنان، إضافة إلى الملف الليبي والخلافات داخله، وقضية السودان.
وأكد اللامي على أهمية حضور الرئيس السيسي لما له من ثقل كبير.
وكان قد شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والثلاثين، المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الاجتماع تناول الأوضاع الإقليمية، وما تشهده المنطقة العربية من تحديات جسيمة، خاصة ما يتعلق بالحرب الجارية في غزة، فضلاً عن الأوضاع في سوريا والسودان وليبيا والصومال، كما ناقش الاجتماع جهود الارتقاء بالعمل العربي المشترك بما يتفق مع تطلعات الشعوب العربية.
وألقى الرئيس السيسي كلمة مصر خلال القمة، والتي تناولت رؤية مصر بشأن مختلف القضايا.
واستهل الرئيس السيسي كلمته بالقول:”تنعقد قمتنا اليوم، فى ظرف تاريخى، حيث تواجه منطقتنا تحديات معقدة، وظروف غير مسبوقة، تتطلب منا جميعا – قادة وشعوبا – وقفة موحدة، وإرادة لا تلين.. وأن نكون على قلب رجل واحد، قولا وفعلا .. حفاظا على أمن أوطاننا، وصونا لحقوق ومقدرات شعوبنا الأبية”.
وأوضح السيسي أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة، حيث يتعرض الشعب الفلسطينى، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة.
وأضاف أن القطاع تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرا تحت أهوال الحرب.
وذكر أنه منذ أكتوبر ٢٠٢٣، كثفت مصر جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطينى، وبذلت مساعى مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
وثمن الرئيس السيسي جهود الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، الذى نجح فى يناير ٢٠٢٥، فى التوصل إلى اتفاق، لوقف إطلاق النار فى القطاع، إلا أن هذا الاتفاق، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلى المتجدد، فى محاولة لإجهاض أى مساع نحو الاستقرار.
وأوضح أن مصر تواصل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، بذل الجهود المكثفة لوقف إطلاق النار، مما أسفر مؤخرا عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكى- الإسرائيلى “عيدان ألكسندر”.
وتابع:”وأكرر هنا، أنه حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية”.
وتحدث الرئيس أيضًا عن السودان، حيث قال إنه يمر بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره، مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية ومؤسساتها الوطنية”.
كما تحدث عن الوضع في سوريا ولبنان وضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم “١٧٠١”، وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبنانى، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش اللبنانى من الاضطلاع بمسئولياته.