غضب إسرائيلي اشتعل بعد مطالبة أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، تفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017، حيث أرسل الأمين العام للأمم المتحدة خطابًا إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، يعتبر فيه أن العدوان المستمر لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
وتعد هذه خطوة نادرة تقوم بها الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ نحو 41 عامًا، وذلك لتسريع إجراءات مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة.
وحذر أنطونيو جوتيريش، في رسالة غير مسبوقة، من أن النزاع بين إسرائيل وحماس يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر، وكذلك من انهيار كامل وشيك للنظام العام في قطاع غزة، مشددًا على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار.
وأدان في الرسالة أكثر من ثمانية أسابيع من الأعمال العدائية في غزة، إضافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلق معاناة إنسانية مروعة ودمارًا جسديًا وصدمة جماعية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكتب الأمين العام على موقع “إكس” تويتر سابقًا، “في مواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، أحث مجلس الأمن على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية، وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار”.
المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة
وتنص المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، على أنه للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين، وبهذه الطريقة تسمح المادة للأمين العام ببدء مناقشة في مجلس الأمن حول قضية معينة للضغط على الأعضاء لاتخاذ إجراءات وخطوات حاسمة في الأمر لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
والهدف من المادة 99 هو التعامل مع الحالات التي تواجه فيها ديناميكيات مجلس الأمن صعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن مناقشة الصراعات الناشئة، وذلك لأن لفت انتباه المجلس إلى الحالات التي تشكل خطرًا على الأمن والسلم الدوليين من شأنه أن يدفع أعضاء المجلس إلى التركيز على دورهم في منع نشوب الصراعات، وتفعيل مجموعة أدوات منصوص عليها في الفصل السابع، وهذا قد يدفع المجلس إلى اتخاذ خطوات فعالة.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة السابق داغ همرشولد، استخدم المادة لأول مرة في عام 1960 ردًا على تصاعد العنف في الكونغو، وساعد الاحتجاج بها في تمهيد الطريق لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 20 ألف فرد، التي كافحت للحفاظ على النظام مع انجرار البلاد إلى الحرب الباردة.