
قالت رانيا جول، كبير محللي أسواق المال العالمية في شركة XS.com، إن المستثمرين حول العالم يترقبون أسبوعًا حافلًا بالأحداث، مع انتظار صدور بيانات التضخم الأمريكية والتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا، مشيرةً إلى أن هذه العوامل كان لها في الأسابيع الأخيرة تأثير مباشر على تحركات الأسهم العالمية.
وأضافت أن تباطؤ وتيرة رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، واستمرار الزخم في أسواق التكنولوجيا، وتباين أداء الأسواق الآسيوية تحت ضغط تباطؤ الاقتصاد الصيني، يضع الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها الخليجية، أمام فرصة للاستفادة من تدفقات رؤوس الأموال الباحثة عن عوائد مستقرة ومخاطر أقل نسبيًا.
وأوضحت أن وول ستريت قد تشهد تذبذبات محدودة بدعم من نتائج إيجابية لشركات التكنولوجيا الكبرى، مع ترجيحات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع المقبل للفيدرالي، لافتةً إلى أن مؤشر S&P 500 يقترب من مستويات مقاومة مهمة عند 5,600 نقطة، بينما يواصل ناسداك 100 الاستفادة من الطلب القوي على أسهم الذكاء الاصطناعي.
وتابعت جول: “أرى أن الأسواق الأمريكية تقترب من منطقة تصحيح محتمل يتراوح بين 5 و10%، خصوصًا مع اقتراب المؤشرات من قمم تاريخية، لكنني أعتبر أي تراجع فرصة لبناء مراكز جديدة في قطاعات النمو والتكنولوجيا، شريطة تماسك مستويات الدعم الرئيسية”.
وحول الأسواق الأوروبية والآسيوية، قالت إن أوروبا ستظل متأثرة بارتفاع التضخم الأساسي، بينما تبقى الأسواق الآسيوية رهينة لما قد تتخذه بكين من خطوات تحفيزية لدعم اقتصادها، خاصة بعد تراجع الصادرات والإنتاج الصناعي.
وفيما يتعلق بأسواق الخليج، أكدت جول أن الإمارات والسعودية تواصلان مسارًا إيجابيًا بدعم من استقرار أسعار النفط فوق 60 دولارًا للبرميل وتحسن شهية المخاطر لدى المستثمرين، موضحة أن مؤشر سوق أبوظبي (ADX) يختبر مستويات 10,200 نقطة بدعم من أسهم البنوك والعقار، بينما يستفيد سوق دبي المالي (DFM) من النشاط في أسهم قيادية مثل “إعمار” و”سوق دبي المالي”.
وأضافت: “الناحية الفنية تشير إلى إمكانية تجاوز مؤشر أبوظبي مستوى 10,250 نقطة إذا حافظ النفط على دعمه الحالي، فيما تظل أسواق الخليج مرشحة لجذب المزيد من التدفقات الأجنبية الباحثة عن استقرار نسبي وعوائد توزيعات مجزية”.
وتطرقت جول إلى إعلان بورصة أبوظبي قبول منصة الاستثمار المصرية “ثاندر” كأول عضو تداول عن بُعد، واصفةً الخطوة بأنها “نقلة نوعية” تتيح لأكثر من 4 ملايين مستخدم في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاستثمار المباشر في الأسهم الإماراتية.
وقالت: “دخول ثاندر إلى سوق الإمارات ليس مجرد تطوير رقمي، بل تحول استراتيجي يمكن أن يعيد تشكيل ديموغرافية المستثمرين، وأتوقع نموًا ملحوظًا في أعداد الحسابات النشطة خلال 6–12 شهرًا المقبلة، خاصة في الأسهم المتوسطة والصغيرة”.
وعن آفاق التعاون بين مصر والإمارات، أوضحت جول أن المشاريع الاستثمارية الكبرى بين البلدين، مثل استثمار ADQ في رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، تمهد الطريق لآليات استثمار متبادلة مستقبلًا، قد تشمل منصات تداول موحدة أو صناديق مزدوجة الإدراج، بما يخلق سوقًا إقليمية متكاملة تزيد من جاذبية الاستثمار.
واختتمت جول تصريحاتها مؤكدةً أن الأسبوع المقبل قد يشهد مزيجًا من الحذر والتفاؤل عالميًا، مع استقرار نسبي في أسواق الخليج، بينما يمثل دخول “ثاندر” إلى سوق الإمارات بداية مرحلة جديدة من التكامل المالي بين مصر والإمارات، وفرصة لتعزيز جاذبية السوق للمستثمرين الأفراد