“نجحت قواتنا المسلحة في عبور القناة”.. بضع كلمات جعلت شعبًا ينتفض فرحًا، رسمت البسمة على وجوه المصريين، وأعادت الحياة لروحهم البائسة بعد النكسة.
خمسون عامًا مرت على ذكرى نصر أكتوبر، ورغم ذلك مازالت تفاصيل ذلك اليوم عالقة في أذهان المصريين وكأنه كان أمس، مشاهد لزوارق تقتحم مياه القناة، وساتر ترابي ينهار بخراطيم مياه، وعلم يُرفع بفرحة نصر.
لم يكن ذلك النصر وليد اللحظة، بل سبقه الكثير من التخطيط والاستعداد، وسط أجواء مُحبطة، عقب هزيمة صدمت المصريين وجعلت ثقتهم بأنفسهم تهتز، حتي جاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات ليحول الهزيمة بذكاء إلى نصر عظيم.
وتحدث السادات في مذكراته بكتاب “البحث عن الذات” عن أسرار حرب أكتوبر، كاشفًا عن استعدادته للمعركة على المستوى العالمي والعربي والإفريقي، وداخل مصر.
“كانت التركة التي ورثتها من عبد الناصر في حالة يرثى لها، فمن الناحية السياسية وجدت أن علاقتنا مقطوعة مع جميع أنحاء العالم ماعدا الاتحاد السوفيتي، وفي العالم العربي ساد ما نادى به عبد الناصر وسمي بالتقدمية والرجعية”، بهذه الكلمات وصف الزعيم الراحل في مذكراته وضع مصر سياسيًا بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر وتسلمه للحكم، ليبدأ في توضيح كيف استطاع عبور ذلك، وتهيئة الساحة العالمية والعربية والإفريقية للمعركة.
تجهيز الساحة العالمية للمعركة
روى الزعيم الراحل كيف استعد لحرب أكتوبر عالميًا، بداية من طرد الخبراء السوفييت من مصر، ومرورًا بالحصول على أصوات في مجلس الأمن، وانتهاءً بالحصول على دعم دول عدم الانحياز.
– طرد الخبراء السوفييت من مصر
لأول مرة يفكر السادات في السفر إلى الاتحاد السوفيتي بعد انتخابه رئيسًا، كان في فبراير 1971، ليطالبهم بتنفيذ الجزء الثاني من الاتفاقية التي عقدوها مع عبد الناصر، وهي إمداد مصر بسلاح الردع.
وبالفعل سافر السادات في مارس 1971، ووافقت الحكومة السوفيتية على تزويد مصر بعدة أصناف من الأسلحة، لم تكن هي المطلوبة، ولكن مصر قبلتها لحاجتها لأي سلاح، ورغم ذلك لم يلتزم الاتحاد السوفيتي بوعدوه، ولم يرسلوا شيئًا حتى أكتوبر 1971 مما أغضب السادات.
وفي أكتوبر 1971 سافر السادات إلى موسكو، وأعاد نفس الكلام الذي قاله لهم من قبل في مارس 1971، “يا جماعة أنا أقبل أن تضعونا خلف إسرائيل بخطوة، ولكن أن تكون المسافة بيني وبين إسرائيل عشرين خطوة فهذا أمر لا يحتمل”، ليعدونه هذه المرة بإرسال طائرات بصواريخ.
عاد السادات إلى مصر وهو على ثقة أن الأسلحة ستكون قريبًا في الطريق إلى مصر، ولكن تكرر الأمر ولم يرسلوا شيئًا، ليسافر مُجددًا في فبراير 1972 لمعرفة سر تأخرهم وتحذيرهم من التأخير مرة أخرى.
في ذلك الوقت كان قد تحدد أول لقاء قمة بين الزعيم السوفيتي ليونيد بريجينف، والرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيسكون، من أجل الوفاق في 20 مايو 1972، وبدأ الاتحاد السوفيتي في إرسال الأسلحة التي يريدون هم إرسالها لمصر، ثم طالبوا السادات بزيارة لهم.
يقول السادات: “برغم قرفي سافرت، واتفقنا أنه بعد أن تنتهي زيارة نيسكون في 20 مايو عليهم أن يرسلوا إليّ تحليلًا للموقف، ثم يبدأوا فورًا في توريد الأسلحة المتأخرة التي تعاقدنا عليها، وذلك في خلال 5 أشهر من يونيو 1972 وحتى أكتوبر، وافقوا على هذا وعدت إلى مصر”.
وصل التحليل السوفيتي للسادات متأخرًا أكثر من شهر، ولم يذكر أي شيء عن إرسال الأسلحة كما تم الاتفاق، فغضب ورفض أسلوب السوفييت في التعامل، وقام بطرد الخبراء السوفييت من مصر.
فسر السادات السر وراء القرار بأنه كان قد بنى استراتيجيته على أساس ألا يبدأ المعركة وعلى أرض مصر خبراء سوفييت، وعبر عن سعادته بتفسير السوفييت والغرب وإسرائيل للقرار، قائلًا: “حلل السوفييت والغرب وإسرائيل طرد الخبراء السوفييت، ووصلوا في النهاية إلى قرار خاطىء أفادني كما توقعت في استراتيجيتي، وهو أنني قد استقر رأيي على ألا أدخل المعركة، وقد أسعدني هذا التحليل لأن هذا ما كنت أود أن يتوهموه”.
– طرح القضية في مجلس الأمن
وتطرق السادات إلى الاستعداد للحرب عالميًا من خلال حيلة أقدم عليها لطرح القضية في مجلس الأمن، حيث قال: “في منتصف 1973 اغتالت إسرائيل ثلاثة من الزعماء الفلسطينيين في قلب بيروت، فأرسلت للرئيس اللبناني سليمان فرنجية أقول إن عليه أن يطالب بدعوة مجلس الأمن، وإلا فعلت أنا هذا، فدعا فرنجية إلى اجتماع مجلس الأمن، وساندت أنا دعوته بدعوة أخرى من عندي، واجتمع مجلس الأمن، وبدأ أعماله بقضية اغتيال الزعماء الفلسطينيين، وإذا بالعالم ومجلس الأمن نفسه يفاجأ بمصر تطرح قضية الشرق الأوسط، استمرت المناقشات لمدة شهرين ثم اتخذ أول قرار في صفنا بأغلبية 14 صوتًا من 15 أي باستثناء صوت واحد، هو صوت أمريكا الذي يعني الفيتو”.
– مؤتمر دول عدم الإنحياز
وفي سبتمبر 1973 حضر السادات مؤتمر دول عدم الانحياز في الجزائر، وقال في خطابه إنه لا مفر من المعركة، فإسرائيل هي التي تريد لنا هذا، وأخبرهم بالتسليم الذي تطالب به إسرائيل مصر، وبذلك هيأ دول عدم الانحياز للمعركة وكانت الأغلبية في صفه.
وأنهي السادات الحديث عن استعداده للحرب عالميًا قائلًا: “بهذا الشكل كان معي أكثر من مائة دولة قبل المعركة بثلاثة أسابيع، ففي خلال الفترة ما بين يناير إلى سبتمبر 73 كنت قد جهزت الساحة العالمية كلها للمعركة”.
الاستعداد على المستوى العربي
“كان لابد أن أعد للمعركة على المستوى العربي، وهنا يجب أن أقرر أن هناك قوة خارجية أقوى من البشر، تدبر أمورهم وتسيرها حسبما ترى وفي ظروف معينة، لا سلطان لنا عليها، ولذلك فمن العبث أن نقول في أحيان كثيرة أننا صنعنا هذا أو ذاك، لأننا في الواقع لم نصنع شيئًا، وهذا ما ينطبق على إعدادي للمعركة على المستوى العربي، فقد كانت الأمور كلها معدة قبل أن أبدأ أنا في الإعداد أو التفكير فيه”.. هكذا وصف الرئيس الراحل استعداده للمعركة على المستوى العربي.
وبدأ السادات في توضيح علاقته بالدول العربية آنذاك، حيث تطرق إلى علاقته بالكويت، وأن آل الصباح كانوا يعتبرونه أحد أفراد عائلتهم، وكان على صلة بعبد الله مبارك الصباح، وعندما مات عبد الناصر كان السادات وجابر الأحمد ولي عهد الكويت ورئيس وزراءها صديقين حميمين يتبادلان الرسائل.
أما في السعودية، كان الملك فيصل صديقَا شخصيًا للسادات منذ المؤتمر الإسلامي في 1955، وكان وقتها ولي العهد، وبرغم حرب اليمن ظلا الإثنان أصدقاء.
وفي لبنان، كان شقيق سليمان فرنجية حميد فرنجية صديق شخصي للسادات.
أما في المغرب، فكان السادات على صلة بالملك الحسن الثاني تعود إلى عام 1969، حيث ذهب بدلًا من عبد الناصر ليحضر أول مؤتمر إسلامي يعقد من أجل حرق المسجد الأقصى.
وبالنسبة للجزائر، كان بومدين يحمل في نفسه حساسية من عبد الناصر، لأنه صديق بن بيلا، وكذلك في تونس كان نفس الشيء، فالحبيب بورقيبة طالما اختلف مع عبد الناصر، لأنه صور بورقيبة على أنه خائن يبيع نفسه لمن يدفع.
يقول السادات: “هكذا أراد الله أن أكون على علاقة شخصية مع زعماء العالم العربي، ولذلك عندما توليت رحبوا بي جميعًا، وأبدوا استعدادهم لمعاونتي”.
تهيئة الوضع الإفريقي
وانتقل السادات إلى الوضع الإفريقي، وكيف تم تهيئته للاستعداد للمعركة، قائلًا: “كان عليّ بعد ذلك أن أنتبه للوضع الإفريقي، فذهبت في مايو سنة 1973 إلى مؤتمر الوحدة الإفريقية الذي يُعقد كل سنة في أديس أبابا، ولأول مرة اتخذ المؤتمر قرارًا واضحًا بإدانة إسرائيل، وقطعت 80% من الدول الإفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل قبل أن تقوم المعركة”.
كواليس المعركة داخل مصر
وروى السادات في مذكراته كواليس استعداده للمعركة داخل مصر على كافة المستويات.
– اعتماد 20 مليون جنيه للساتر الترابي
كلف السادات وزير الحربية بجمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتقديم تقريرًا عن الخطة والهيكل العام، وعاد الوزير بعد يومين ليقول إن القوات المسلحة ستكون جاهزة في أول نوفمبر 1972.
وفي 28 أكتوبر 1972 عقد السادات اجتماعًا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليتأكد من استعدادها، لكنه تفاجأ بأن رسالته لم تصلهم من وزير الحربية وقتها الفريق أول محمد صادق، وعندما سأله كيف حدث ذلك؟!، أجاب أنه لم يخبر أحدًا بالرسالة إلا قادة الجيوش من أجل السرية.
يقول السادات: “حينها تأكدت عندي الشكوك التي كنت أحسها إزاء وزير الحربية، فهو لا يريد أن يحارب لأنه يخشى المعركة، فبدأت أسأل قادة الجيوش لأفاجأ بأننا مكشوفين، لأن اليهود يقيمون ساتر ترابي ارتفاعه 17 مترًا بجانب القناة ونحن نقيم ساتر 3 أمتار فقط”.
صدمة انتابت السادات ما أن استمع لقادة الجيوش، حيث عبر عن صدمته قائلًا: “ما سمعته يعني أن الخطة الدفاعية 200 التي استلمتها من عبد الناصر قد انهارت، وكان هذا الوضع العسكري الذي تسلمته من عبد الناصر خطة دفاعية سليمة 100%، ولكن لا وجود لخطة هجومية”.
قرر السادات تغيير وزير الحربية وعين الجنرال أحمد إسماعيل الذي كان مديرًا للمخابرات بدلًا منه، وطلب منه تصحيح الخطة الدفاعية 200، وإعادتها إلى ما كانت عليه، وتم اعتماد 20 مليون جنيه لجعل الساتر الترابي 20 مترًا.
وفي 30 نوفمبر 1972، أخبر الجنرال أحمد إسماعيل السادات بأن الخطة الدفاعية أصبحت كاملة، وأنه بصدد إعداد تجهيزات الهجوم، وفي أوائل يناير 1973 كان إسماعيل قد وضع الهيكل الأساسي للخطة.
– 127 مليون جنيه لإعداد الدولة للحرب
ويقول السادات في مذكراته، إن الاهتمام في مصر لم يكن منصبًا على الناحية المعنوية فقط، فقد تم إنفاق أكثر من 127 مليون جنيه على إعداد الدولة للحرب، لأن تخطيطه كان يقوم على أن مصر كلها أرض معركة، لذا تم وضع خطة دفاع لكل مصنع، وكل محطة كهرباء، بحيث إذا ضرب جزء من المرفق يعمل الجزء الباقي.
– خداع إسرائيل
وفي أبريل 1973 جاء الرئيس السوري حافظ الأسد في زيارة سرية إلى مصر، وقال السادات له إنه قرر دخول المعركة في أكتوبر هذا العام، فوافقه الأسد.
وتحدث السادات في مذكراته عن خداعه لإسرائيل بموعد الحرب، قائلًا: “لم أكن أنوي أن أدخل المعركة في مايو 1973، ولكن كجزء من الخداع الاستراتيجي قمت بحملة في الصحف عندي، وفي الدفاع الشعبي، فما كان من الإسرائيليين إلا أن صدقوا، وفي الأيام المناسبة للحرب حشدوا جيوشهم، بينما كنت أنا في حالة استرخاء تام، وفي أغسطس من نفس العام فعلت نفس الشيء وكان رد الفعل في إسرائيل هو نفس ما صنعوه في مايو، فأعلنوا التعبئة العامة، لذلك عندما سئل موشى ديان بعد حرب أكتوبر، لماذا لم يعلن التعبئة في أكتوبر؟، قال إن السادات قد دفعني إلى هذا مرتين، مما كلفني في كل مرة عشرة ملايين دولار دون جدوى، فلما جاءت المرة الثالثة ظننت أنه غير جاد، مثلما حدث في المرتين السابقتين، ولكنه خيب ظني”.
خدعة أخرى لجأ إليها السادات حينما كان يزوره وزير خارجية دولة أجنبية في سبتمبر 1973، فقال له السادات: “أبلغ رئيس جمهوريتك بينك وبينه ما يطلعش السر ده بره أنا ذاهب إلى الأمم المتحدة في أكتوبر القادم بس مش عاوز أعلن هذا”، كان السادات يعلم أن الخبر سيصل إسرائيل، وبالفعل حدث ذلك وبناء عليه فهمت إسرائيل أن السادات غير مقدم على الحرب.
– تحديد موعد المعركة
اتفق السادات مع الأسد ألا تبدأ المعركة إلا بعد تكوين مجلس أعلى مشترك للقوات المسلحة المصرية السورية، وبالفعل تم تكوينه، واجتمع المجلس في أغسطس 73 بالإسكندرية لوضع اللمسات الأخيرة للمعركة، وفي نهاية أغسطس اتفق السادات مع الأسد أن يكون يوم 6 أكتوبر هو بدء المعركة.
يقول السادات: “في يونيو 1973 أي قبل المعركة بحوالي ثلاثة شهور، كنت قد أعطيت الأوامر النهائية والإحساس النهائي بالمعركة، ولكني لم أفصح عن تاريخها وكان جميع من بالقوات المسلحة في قمة الانفعال”.
– التخطيط الاستراتيجي للحرب
وأوضح السادات كيف وضع خطته لحرب أكتوبر، قائلًا: “بدأت أفكر في وضع التخطيط الاستراتيجي للمعركة، كان أمامي عدة أشياء؛ أولها الأساس الاستراتيجي الذي أبني عليه الخطة، وفي حياة عبد الناصر كنت أقول له على سبيل المبالغة إننا لو أخذنا حتى عشرة سنتيمترات في سيناء، ووقفنا فيها لم ننسحب، فسوف يتغير الموقف شرقًا وغربًا وكل شيء، وخاصة المهانة التي نعيشها نتيجة هزيمة 67، فهذا العبور إلى سيناء وهذا الصمود بها سيعيد إلينا ثقتنا بأنفسنا، وبناء على هذا وضعت توجيهي الاستراتيجي، فقلت للقوات المسلحة في أواخر فبراير 73، إن الذي يكسب الأربعة وعشرين ساعة الأولى سوف يكسب الحرب كلها، ولذلك لابد من أن يعتمد الأداء والخطة على عمل من شأنه أن نكسب الأربعة وعشرين ساعة الأولى”.
– الإعفاء عن الصحفيين والطلبة
وفي يوم 28 سبتمبر أراد السادات أن يضع اللمسة الأخيرة للشعب كما وصف، لذا أعلن في خطاب له أنه عفا عن صحفيين قد عزلهم إلى مصلحة الاستعلامات، لأنهم كانوا يساعدون في إحداث بلبلة في البلد، واشترك بعضهم في أحداث الطلبة التي وقعت في أواخر 1972 وأوائل 1973، وقام السادات بإسقاط القضايا المتهم فيها الطلبة، وفسر اليساريون هذا حينها على أنه مصالحة وطنية من أجل تدعيم الجبهة الداخلية، ولم يخطر على بالهم أن هذا جزءًا من تخطيط السادات للمعركة.
– الاستعدادات الأخيرة للحرب
بدأ العد التنازلي قبل المعركة بعشرة أيام، كما خرجت القطع البحرية لتتخذ أماكنها في الحرب قبل ساعة الصفر بعشرة أيام، وكانت مع كل قطعة بحرية أظرف مغلقة تحمل تعليمات العمليات ولا تُفتح إلا بعد أن تتلقي كلمة شفرة محددة، لتجد التعليمات المفصلة لخطة عملها.
وفي أول أكتوبر 1973، اجتمع السادات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ووقف جميع القادة أمام الخريطة، وشرح كل واحد خطته بالتفصيل ودوره في هذه الخطة، وقبل انتهاء الاجتماع أخبرهم السادات بأن يكونوا جاهزين في أي لحظة لصدور الأمر، وفي 2 أكتوبر وقع السادات للقائد أحمد إسماعيل أمر القتال.
وفي الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر السبت 6 أكتوبر ذهب المشير أحمد إسماعيل إلى السادات، وركبا العربة الجيب الخاصة بالجيش، وكان السادات يرتدي الزي العسكري وتوجها إلى غرفة العمليات، وفي الساعة الثانية تمامًا وهي إشارة عبور الطيران، وصل الخبر بأن طائراتنا قد عبرت قناة السويس.