أظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة أن إسرائيل نفذت عمليات هدم واسعة النطاق وأقامت تحصينات عسكرية في المناطق السكنية في شمال غزة.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن العمليات التي بدأت في الخامس من أكتوبر في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وذلك بعد أن صرحت إسرائيل بأن الحملة ستستمر ما دام ذلك ضروريًا.
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 100 ألف فلسطيني فروا من المنطقة في الأسابيع الـ11 الماضية، ولم يتبق سوى أقل من 50 ألف نسمة – أي ثُمن سكان ما قبل الحرب.
وأفادت جماعات إنسانية بوجود قيود شديدة على وصول المساعدات إلى المنطقة.
تُظهِر صور الأقمار الصناعية أحياء مدمرة بأكملها وطرق جديدة تم بناؤها، وتحصينات عسكرية واسعة النطاق، كما تم تدمير ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين، مع وجود ممر عسكري يربط الآن بين الطرق الغربية والشرقية، مما يخلق مسارًا من البحر إلى الحدود الإسرائيلية.
شبه الخبراء الممر الجديد بممر نتساريم، الذي قسم غزة إلى قسمين، لكنهم أشاروا إلى أنه على عكس المناطق الزراعية في ممر نتساريم، فإن هذه العمليات تجري في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، ووصفوها بأنها “هدم للمدن الفلسطينية”.
وكشف السكان الفلسطينيون وبيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة أن أكثر من 5000 مبنى في جباليا، و3600 في بيت لاهيا و2000 في بيت حانون قد هُدمت منذ بدء الحرب.
وعلى الرغم من التحذيرات الإسرائيلية التي تم تسليمها عبر المنشورات والمكالمات الهاتفية والطائرات بدون طيار التي تحث المدنيين على الإخلاء، قال السكان: “لا يوجد ملجأ من الضربات الإسرائيلية”.
انتقدت جماعات حقوق الإنسان عمليات الإخلاء الجماعية، قائلة إن تصرفات جيش الدفاع الإسرائيلي تتوافق مع الاستراتيجيات الموضحة في “خطة الجنرالات” المثيرة للجدل، والتي اقترحت تعيين شمال غزة منطقة عسكرية مغلقة، وإجبار السكان على الإخلاء الجماعي ومحاصرة المنطقة حتى يستسلم الإرهابيون أو يقتلوا.