
شهدت زيارة الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إلى تركيا، نشاطاً دولياً مكثفاً، عكس بوضوح التوجه المصري نحو الانفتاح على الأسواق العالمية وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والصناعي واللوجيستي، في إطار تحركات مصر الاستراتيجية لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للصناعة والنقل.
شارك الوزير في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الترابط العالمي للنقل 2025 المنعقد في إسطنبول، بحضور وتشريف فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وممثلي أكثر من 70 دولة، حيث نقل رسالة مصر إلى العالم بأن التكامل في قطاع النقل لم يعد رفاهية، بل ضرورة لمواجهة التحديات العالمية في سلاسل الإمداد والتغير المناخي، وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي الجلسة الوزارية الخاصة بعنوان “مستقبل الترابط في عالم مجزأ”، أشار الوزير إلى أن مصر، وفق رؤية 2030، تعمل على إعادة رسم خريطة النقل في المنطقة عبر ممرات لوجستية متكاملة، تتصل بالمبادرات العالمية مثل الحزام والطريق والممر الاقتصادي (الهند – الخليج – أوروبا)، ومشروعات الربط مع أفريقيا والعراق وتركيا، لتحويل مصر إلى محور عالمي لحركة التجارة والنقل والترانزيت.
لقاءات صناعية رفيعة المستوى لتعزيز التكامل
وعلى هامش المنتدى، عقد الوزير لقاءات ثنائية مع كبار مسؤولي القطاع الصناعي في تركيا، كان أبرزها مع السيد/ أوغور دالبيلر، نائب رئيس الاتحاد الدولي لمصنعي الحديد ونائب رئيس اتحاد الصلب التركي، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون في قطاع الحديد والصلب، أحد أهم ركائز التنمية المستدامة. وأكد الوزير أن مصر تستهدف تعميق التصنيع المحلي وزيادة الصادرات الصناعية، مرحباً بأي شراكات استراتيجية تنقل التكنولوجيا وتخدم خطط التوسع الصناعي.
كما شارك في مائدة مستديرة نظّمها اتحاد المصنعين المستقلين “الموصياد”، بحضور رؤساء 35 شركة تركية كبرى، حيث استعرض مزايا الاستثمار في مصر، من الحوافز الضريبية وقوانين الاستثمار الجاذبة، إلى الموقع الجغرافي المحوري والبنية التحتية المتطورة. وأوضح أن مصر تستهدف الوصول بحجم الإنتاج الصناعي إلى 227 مليار دولار بحلول 2030، داعياً إلى تأسيس شراكات صناعية مستدامة تستهدف الأسواق الإقليمية والأفريقية.
قناة السويس في قلب الرسالة المصرية
وخلال مشاركته بالمنتدى، شدد الوزير على الأهمية العالمية لقناة السويس، التي تعبرها يومياً أكثر من 100 سفينة تمثل شرياناً أساسياً للتجارة الدولية. وأشار إلى أن مصر طورت القناة عبر مشروع الازدواج والتوسعة، إضافة إلى إنشاء مناطق اقتصادية عملاقة في شرق بورسعيد والسخنة، مما حوّلها إلى ممر اقتصادي عالمي لخدمة التجارة واللوجستيات.
تعاون مصري بلغاري في النقل والموانئ
وفي لقاء ثنائي جمع الوزير بنائب رئيس وزراء بلغاريا ووزير النقل والاتصالات، تم بحث التعاون في مجالات النقل البحري، والموانئ، والتكنولوجيا. وتم الاتفاق على تسريع إجراءات توقيع مذكرة تفاهم بين ميناء الإسكندرية وميناء بورجاس، ومواصلة التنسيق بشأن اتفاق الملاحة التجارية بين البلدين. كما دعا الوزير الشركات البلغارية إلى الاستثمار الصناعي في مصر، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة الموجهة للسوق الأفريقي، مع التركيز على نقل التكنولوجيا.
ختاماً… رؤية متكاملة وتوجه استراتيجي
تعكس زيارة الفريق مهندس كامل الوزير إلى تركيا، ولقاءاته مع أطراف دولية فاعلة، حرص الدولة المصرية على تبني رؤية متكاملة تقوم على الربط بين الصناعة والنقل، وتوظيف الموقع الجغرافي والبنية التحتية لدعم النمو الاقتصادي الإقليمي والدولي. وتؤكد أن مصر لا تكتفي بأن تكون دولة عبور، بل تسعى لأن تكون محوراً للإنتاج والربط، ومركزاً عالمياً لحركة التجارة واللوجستيات، في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية متسارعة.
هذا التوجه المدعوم بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، يضع مصر في موقع الريادة، ويعزز من قدرتها على التكيف والمنافسة، كجسر للتكامل الإقليمي ومركز دولي لحلول النقل والصناعة في القرن الـ21.