تسبب بيان الرئيس الأمريكي، جو بايدن المفاجئ الذي أشار فيه إلى تنحيه من المشاركة في سباق الانتخابات الرئاسية القادمة إلى تساؤلات عديدة عن هوية وحظوظ مرشح الحزب الديمقراطي القادم وبخاصة أنه دعم نائبته، كامالا هاريس كبديلة له.
وبالنسبة للعديد من المحللين الأمريكيين، فإن هاريس تعد الخيار الأفضل للديمقراطيين حاليًا، خاصة أن فترة وجودها في البيت البيض كنائبة لبايدن كانت جيدة إلى حد كبير، بالإضافة إلى أنها الحل المناسب أمام المانحين لاستخدام التبرعات التي جمعتها حملة بايدن في الانتخابات.
تمتلك السياسية والمحامية كاميلا هاريس البالغة من العمر 59 عامًا تاريخ مشرف، حيث إنها شغلت منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 2017، وسبق وأن ترشحت عن الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس لانتخابات عام 2020.
بدأت حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، قبل تعيينها في مكتب المدعي العام لمقاطعة سان فرانسيسكو،هزمت هاريس، لوريتا سانشيز في انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2016، لتصبح ثاني أمريكية من أصل أفريقي وأول أمريكية من جنوب آسيا تعمل في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وبصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، فإنها دعت إلى إصلاح الرعاية الصحية وإلغاء الجدولة الفيدرالية للماريجوانا، ودعت أيضًا إلى طريقة لحصول المهاجرين غير المسجلين على الجنسية، وحظر الأسلحة الهجومية، وإصلاح الضريبة التصاعدية.
تعد هاريس ثالث امرأة تُرشح لمنصب نائب الرئيس على قائمة حزب كبير بعد جيرالدين فيرارو وسارة بالين على التوالي، وففي حال تشرحها للرئاسة وفوزها، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة، وهي حاليًا أول أمريكية من أصل أفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.
وعن جهودها في إدارة بايدن، فكانت هاريس المسؤول الرئيسي في الإدارة الأمريكية عن أزمة الإجهاض، كما عينت مسؤولة عن مكتب البيت الأبيض لمنع العنف المسلح، وتلعب أيضا دورًا بارزًا في تعامل البيت الأبيض مع الحرب في غزة.
وستواجه هاريس تحديدًا كبيرًا متمثلًا في عامل الوقت، حيث لم يعد يتبقى أمامها سوى 3 أشهر ونصف لتجهيز حملتها الانتخابية وحشد أنصارها والمانحين، وعرض برنامجها الانتخابي للشعب الأمريكي.
كان قد أعلن بايدن اليوم الأحد تنحيه عن الترشح للانتخابات، بعد ضغوط من حزبه والرأي العام: عقب أدائه الكارثي في مناظرة رئاسية أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وذلك بعد شهور من التشكيك في قدراته الذهنية وصحته العامة.
وأعلن بايدن دعمه لكامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، كما طالب بايدن أنصاره بالتبرع لحملة نائبته.
