
يواجه سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية وُصفت بأنها كارثية بعد حربٍ استمرت عامين، خلّفت دمارًا واسعًا طاول نحو 80% من منازل القطاع، وأدت إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وقال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأونروا في غزة، في تصريحات لشبكة سكاي نيوز عربية، إن “غزة مدمَّرة في معظم مناطقها، إذ سُحقت البنى التحتية بالكامل، بما فيها أنظمة الصحة والكهرباء والاتصالات”، مؤكّدًا أن القطاع “يحتاج إلى كل شيء لإعادة إنعاش الحياة فيه”.
وأوضح أبو حسنة أن التعليم يمثل أولوية عاجلة، مشيرًا إلى وجود 660 ألف طالب بين الركام، يجب إعادتهم إلى مقاعد الدراسة “بأي وسيلة ممكنة، حتى لو بدأنا بالخيام كما فعلنا عام 1950″، لافتًا إلى أن الأونروا جاهزة لتفعيل 8 آلاف معلم فور تثبيت وقف إطلاق النار.
وفي موازاة الجهود التعليمية، أشار المتحدث إلى خطط عاجلة لإنعاش القطاع الصحي، موضحًا أن الوكالة تمتلك 22 عيادة مركزية وعشرات النقاط الطبية المتنقلة، وأن العمل جارٍ لإعادتها إلى الخدمة في أقرب وقت.
وأضاف أن توزيع المواد الغذائية والإغاثية يمثل حاجة ملحّة، موضحًا أن إسرائيل كانت تمنع الأونروا والمنظومة الأممية من القيام بعمليات التوزيع خلال الفترة الماضية، معربًا عن الأمل في أن يتغير الوضع بعد وقف إطلاق النار.
وبيّن أبو حسنة أن لدى الأونروا 6 آلاف شاحنة محمّلة بالأغذية والأدوية والخيام والمستلزمات الإنسانية تقف على مداخل القطاع، ويجب أن تدخل “فورًا، دون أي تأخير”، مؤكدًا أن ما لدى المنظمات الإنسانية الأخرى يكفي لتغطية الاحتياجات لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وأشار إلى أن جهود الإنعاش ستشمل جميع مناطق القطاع، من خان يونس ورفح إلى دير البلح والمخيمات الوسطى ومدينة غزة، مضيفًا أن المقر الرئيسي للأونروا في غزة سيُعاد تشغيله قريبًا إذا سمح التواصل بين الجنوب والوسط والمدينة.
وشدّد أبو حسنة على أن المرحلة الحالية لا تتعلق بإعادة إعمار بقدر ما هي عملية إنعاش مبكر لثلاثة ملايين فلسطيني تضررت بيوتهم، موضحًا أن الإيواء الطارئ سيبدأ بإقامة خيام وبنى تحتية مؤقتة داخل المخيمات بالتعاون مع مختلف الأطراف.
وفي ختام تصريحاته، حذّر أبو حسنة من أن توقف الأونروا يعني شللاً كاملاً للحياة في غزة، مؤكدًا أن الوكالة تشكل “العمود الفقري للعمل الإنساني والإغاثي”، إذ تضم 12 ألف موظف وآلاف المتعاقدين، بينما “المنظمات الأخرى صغيرة الحجم ولا تستطيع وحدها إنعاش القطاع”.