عزّز نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، الفريق مهندس كامل الوزير، التعاون المصري–البريطاني عبر عقد سلسلة اجتماعات مكثّفة في لندن مع رؤساء سبع شركات بريطانية واتحاد الجمعيات الوطنية لوسطاء ووكلاء السفن (FONASBA)، وذلك خلال رئاسته للوفد المصري في اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة البحرية الدولية IMO، بهدف دفع الاستثمارات الصناعية وتعميق التصنيع المحلي وتطوير قطاعي النقل واللوجستيات.
وانطلق الوزير اجتماعاته بلقاء رئيس مجلس إدارة شركة بولار هيدرو جوليان روجرز كولتمن، حيث تمت متابعة الخطة الاستثمارية للشركة في مصر، وعلى رأسها مشروع تطوير مدفن شبرامنت على مساحة 730 فدانًا بين الأهرامات وسقارة.
ويستهدف المشروع تحويل المنطقة إلى منشأة متقدمة لمعالجة المخلفات خالية من الانبعاثات، ثم إلى متنزه أخضر مفتوح على غرار حديقة الأزهر، بإجمالي استثمارات يصل إلى 4 مليارات دولار دون تحميل الدولة أي أعباء مالية. ويتضمن المشروع أنشطة تعليمية وترفيهية وسياحية، مع قدرة معالجة تصل إلى 19.2 ألف طن يوميًا بعد اكتمال مرحلته النهائية. وتم الاتفاق على استكمال الإجراءات التعاقدية للمشروع، لما يمثله من قيمة بيئية واقتصادية.
وفي اجتماع آخر، بحث الوزير مع رئيس اتحاد FONASBA فولفيو كارليني سبل التعاون في دعم السياسات البحرية وتفعيل خطة الترويج للموانئ المصرية عالميًا لجذب الشركات العاملة في الإدارة والتشغيل والخطوط الملاحية، ضمن رؤية مصر للتحول إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت.
كما ناقش الوزير مع وفد شركة بلو سكايز آليات تنفيذ مشروع جديد على مساحة 10 آلاف متر لإقامة منطقة تبريد لمنتجات الشركة باستثمارات 4 ملايين دولار، سيوفّر 500 فرصة عمل. وأكد الوزير أن وزارة الصناعة ستنهي إزالة التحديات القائمة قبل منتصف الأسبوع المقبل تمهيدًا لبدء التنفيذ الفوري.
ومن جهة أخرى، بحث الوزير مع شركة Thermal Road Repairs المتخصصة في تكنولوجيا إصلاح الطرق المستدامة، خطة إنشاء مصنع في مصر لإنتاج معدات إصلاح الطرق باستخدام مكونات محلية، بما يدعم التصدير للدول الأوروبية. وتم الاتفاق على تحديد أرض المصنع سريعًا في منطقة صناعية قريبة من الموانئ لتسهيل حركة التصدير.
وشهدت لندن أيضًا اجتماعًا مع مجموعة أولميد للمنتجات الطبية التي تمتلك مصنعين في مصر، حيث تم استعراض التحديات الضريبية التي تواجه الشركة. وأعلن الوزير أن الحكومة ستتخذ إجراءات عاجلة الأسبوع المقبل لمعالجة هذه التحديات ودعم التوسع الإنتاجي، وهو ما أشاد به الجانب البريطاني مؤكدًا أن سرعة استجابة الحكومة المصرية عنصر جاذب للاستثمار الأجنبي.
واجتمع الوزير كذلك مع شركة Softech Rail لبحث التعاون في تدريب وتأهيل العمال والمهندسين في مجال السكك الحديدية ونظم الإشارات والاتصالات، عبر شراكات مع مؤسسات التدريب الصناعي والمعاهد المتخصصة في النقل.
كما بحث مع شركة Park Signalling فرص التعاون في تطوير نظم الإشارات بخطوط السكك الحديدية، داعيًا الشركة إلى تقديم الدراسات الفنية والمالية اللازمة لبحثها من قبل الجهات المختصة.
واختتم الوزير لقاءاته باجتماع مع كلمنس شانج، العضو المنتدب لشركة هاتشيسون بورت، حيث أشاد بتطور التعاون بين الجانبين في إدارة محطات الحاويات بموانئ الإسكندرية والدخيلة وأبوقير والسخنة، واستعرض مستجدات التشغيل التجريبي لمحطة هاتشيسون الجديدة في ميناء السخنة.
وتعكس الاجتماعات تحركًا مصريًا واسعًا لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، ودعم خطط التصنيع المحلي، واستكمال تطوير منظومة البنية التحتية للموانئ والطرق والسكك الحديدية، بما يرسّخ مكانة مصر كمركز اقتصادي ولوجستي رئيسي في المنطقة.
