تشهد صناعة إعادة تدوير الورق في مصر تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، مدعومة بسياسات حكومية محفزة، وزيادة الوعي البيئي، وتوجهات استثمارية محلية وعالمية تستهدف تحقيق الاستدامة وتعزيز الاقتصاد الدائري.
و من المتوقع أن يشهد قطاع إعادة تدوير المخلفات الورقية في مصر نموًا ملحوظًا، خاصة مع دعم الحكومة المصرية لهذا النوع من الصناعات، وتشجيعها للمستثمرين المحليين والأجانب على التوسع في المشروعات الخضراء.
فلم تعد إعادة تدوير الورق مجرد مبادرة بيئية، بل أصبحت ركيزة أساسية من ركائز التنمية الصناعية المستدامة، في ظل الحاجة المتزايدة لتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية.
مشروع ضخم في مدينة السادات: استثمار عالمي في تدوير الورق
تشهد محافظة المنوفية، وتحديدًا مدينة السادات، حدثًا صناعيًا كبيرًا مع الإعلان عن تأسيس مصنع جديد لإعادة تدوير الورق Wastepaper، ضمن منطقة CPC الصناعية، باستثمار يبلغ 1.47 مليار جنيه مصري.
يمتد المشروع على مساحة 22,000 متر مربع، ويُعد من أكبر استثمارات إعادة التدوير في مصر والمنطقة.
ويأتي ذلك ضمن شراكة استراتيجية ناجحة بين شركة هوتاماكي OYJ الفنلندية والمهندس أيمن قرة، الرئيس التنفيذي لشركة قرة لمشروعات الطاقة والاستثمار.
كما سبق و أن افتتحت شركة تتراباك، بالتعاون مع شركة يونيبورد، أول خط إنتاج لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة في مصر خلال عام الماضي 2024 .
وقد تم تنفيذ المشروع باستثمار مشترك بلغ 2.5 مليون يورو، على مساحة 1,000 متر مربع، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 8,000 طن سنويًا. ومن المتوقع الوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى للمشروع بحلول عام 2028، مع مؤشرات قوية لتحقيق هذه الأهداف قبل الموعد المحدد، خاصةً بعد جمع 2,500 طن خلال الأشهر الأولى من التشغيل.
يعد هذا المشروع الأول من نوعه في مصر في مجال إعادة تدوير عبوات المشروبات الكرتونية المستخدمة (UBC)، حيث تم تركيب وتشغيل أول خط إنتاج في عام 2024 .
مستقبل واعد لصناعة إعادة التدوير في مصر
تمثل هذه المشروعات نقطة تحول رئيسية في مستقبل صناعة إعادة التدوير في مصر، حيث تسهم في:
توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة و تقليل الاستيراد من المواد الخام و حماية البيئة وتقليل النفايات.
