قال عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن سياحة المسارات الروحية في مصر تمثل مستقبل السياحة المصرية، موضحًا أن هذه السياحة قد تساهم في زيادة أعداد السياح إلى مصر من 15.7 مليون سائح حاليًا إلى 20 مليون سائح في المستقبل القريب.
وأشار ريحان إلى أن هذا النمو المحتمل في السياحة يمكن أن يتحقق إذا تم استغلال مسارات الحج الروحية التي تحتويها مصر، والتي تضمن جذب أعداد كبيرة من السياح من مختلف دول العالم.
وأضاف ريحان في مداخلة له مع قناة النيل للأخبار، أن الوقت قد حان لتحفيز رؤساء الكنائس حول العالم لدعوة شعوبهم لزيارة المسار المقدس للحج في مصر.
كما دعا إلى التواصل مع منظمي الرحلات السياحية العالمية لتعريفهم بما تم من تحسينات وتطويرات على هذه المسارات، فضلاً عن الخدمات التي تقدم للزوار، بهدف تشجيعهم على زيارة المواقع الدينية في مصر، وأكد أن هذه الخطوة تعتبر ضرورية لتحقيق رؤية وزارة السياحة في جذب المزيد من الزوار.
وفي السياق نفسه، أشار ريحان إلى أن مصر بصدد توفير طاقة فندقية وطيران كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقعة من السياح.
وأوضح أن البلاد تعمل على تطوير مرافق السياحة في مناطق مثل أسيوط وسانت كاترين، التي تعد من المواقع الأساسية في مسارات الحج الروحية، ضمن جهود وزارة السياحة لترويج مسار رحلة العائلة المقدسة والتجلي الأعظم.
كما أضاف أن استراتيجية وزارة السياحة لعام 2028 تهدف إلى استقطاب 30 مليون سائح، وهو ما يسهم في تحقيق إيرادات تقدر بنحو 30 مليار دولار سنويًا.
وأشار ريحان إلى أن سياحة المسارات الروحية ليست مقتصرة على الديانة المسيحية فقط، بل تشمل جميع الأديان والمعتقدات.
وأضاف أن دولًا مثل إسبانيا والأردن قد اختبرت هذه السياحة وحققت نجاحًا كبيرًا، حيث تعد مسار طريق القديس يعقوب في إسبانيا من أبرز الأمثلة الناجحة في هذا المجال، حيث يتم منح شهادات للحج تشجع الزوار على العودة مرة أخرى.
وبالنسبة لمشروعات مصر في هذا المجال، أكد ريحان أن البلاد تعمل على تطوير ثلاثة مشاريع ضخمة، الأول هو مسار العائلة المقدسة الذي تم اعتماده منذ يناير 2018، ويشمل 12 محافظة من رفح إلى الدير المحرق.
المشروع الثاني هو التجلي الأعظم الذي يهدف إلى إحياء مسار نبي الله موسى في سيناء، وهو مشروع أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي في يوليو 2020، حيث يجري تنفيذ 14 مشروعًا في منطقة سانت كاترين.
أما المشروع الثالث فهو مسار آل البيت في القاهرة، الذي يتضمن الشارع المعروف بشارع الأشرف، والذي يضم مقامات شخصيات دينية بارزة مثل السيدة زينب والسيدة نفيسة.
يعتبر ريحان أن هذه المشاريع لا تساهم فقط في تطوير السياحة الروحية في مصر، بل تسهم أيضًا في تعزيز السياحة بشكل عام، مما يفتح أمام مصر فرصًا كبيرة للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
