
رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بولي عهد مملكة البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في مستهل جلسة مباحثات، اليوم الأربعاء، بمقر مجلس الوزراء في العاصمة الإدارية الجديدة، لمناقشة سُبل تعزيز التعاون في عددٍ من الملفات والقضايا محل الاهتمام المشترك بين البلدين.
وشدد الدكتور مدبولي على تقدير القيادة السياسية الشديد لمملكة البحرين الشقيقة، قائلًأ: كان هذا جليًا من خلال حفاوة الاستقبال التي حظي بها ولي عهد المملكة والوفد المرافق له من قِبل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية خلال لقائه بهم صباح.
وأكد المكانة الكبيرة التي تحظى بها مملكة البحرين في مصر على المُستويين الرسمي والشعبي، مشيرا في هذا الصدد إلى العلاقة القوية التي تربط فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين.
وأشاد بالعلاقات التاريخية الممتدة بين القاهرة والمنامة، مؤكدًا استمرار هذه العلاقات المتميزة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم وإقليم الشرق الأوسط، قائلاء: إن زيارة ولي عهد مملكة البحرين إلى مصر تمثل دفعة قوية للتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية، والاستثمارية والتجارية والتكنولوجية.
وهنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي ولي عهد البحرين على النهضة التي تشهدها مملكة البحرين حاليا، تحت قيادة ملك البحرين وولي عهده، في ظل المؤشرات الاقتصادية الجيدة التي تشهدها المملكة.
وقال رئيس الوزراء: لدينا رغبة حقيقية في تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا في العديد من المجالات، لا سيما أن البحرين أصبحت الآن مركزا إقليميا، بل وعالميا للكثير من الصناعات المتقدمة.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه للتعاون مع الجانب البحريني في مجال صناعة الألومنيوم، خاصة في ظل تقدم هذه الصناعة في مملكة البحرين، كما عبّر عن تطلعه لعقد شراكات مع الجانب البحريني؛ سواء مع الجهات الحكومية، أو مع القطاع الخاص.
وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم التوافق مع الجانب البحريني على مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عامين، حيث يبلغ الآن حوالي 400 مليون دولار، مؤكدا أن ذلك يأتي ضمن المستهدفات المُتوافق عليها بين الجانبين.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه يمكن تحقيق هذه المستهدفات لكن هذا سيتطلب منا العمل معًا بصورة أكبر والمتابعة الدقيقة والدؤوبة لتحقيق هذه المستهدفات.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه توجد قدرات كبيرة لدى القطاع الخاص بالبلدين.
كما أشار إلى أهمية منتدى رجال الأعمال المصري البحريني الذي استضافته القاهرة أمس، مثمنًا دوره كحلقة تواصل فعّالة بين مجتمع الأعمال في البلدين، ومعربًا عن تطلعه لتعزيز دور القطاع الخاص في دفع مسار التعاون الاقتصادي والاستثماري والتبادل التجاري بين البلدين، وأن تشهد الفترة المُقبلة تنظيم مزيد من الزيارات المُتبادلة بين رجال الأعمال والمسئولين المعنيين، بما يسهم في زيادة حركة التجارة بين البلدين من جهة وتشجيع الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية من جهة أخرى.
وأكد رئيس الوزراء خلال جلسة المباحثات الموسّعة، تقديم جميع التسهيلات الممكنة التي تسهم في تشجيع استثمارات الشركات البحرينية في مصر.
كما أكد أن الشركات البحرينية يمكنها الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وعدد من البلدان والتكتلات حول العالم.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه يتم الإعداد لهذه الزيارة منذ فترة، وأن هذه الزيارة أسفرت عن إعداد 22 مذكرة تفاهم واتفاقية، تم توقيع 8 منها اليوم بعد جلسة المباحثات في عدد من المجالات المختلفة.
وقال رئيس الوزراء إن هذه الزيارة تعد انطلاقة لزيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين القاهرة والمنامة، وأن هناك فرصا كثيرة للتعاون بين البلدين في القطاع المصرفي، وكذلك في مشروعات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، ولاسيما مع اهتمام دول العالم أجمع بهذه النوعية من المشروعات.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على تقدير مصر البالغ لرعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، للجالية المصرية بالبحرين، والتي تعد أكبر جالية عربية بالمملكة، مؤكدا اعتزازه بدور الجالية المصرية في دعم مسيرة التنمية البحرينية.
كما أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في البلدين وتوافق مواقفهما إزاء القضايا المختلفة، وجهودهما المُشتركة في إرساء ركائز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما أشاد بما حققته مملكة البحرين من إنجازات بارزة في مُختلف المجالات، لاسيما التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والبنية التحتية، والتعليم، والصحة.
وقدّم رئيس الوزراء التهنئة لانتخاب مملكة البحرين لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2026 2027، قائلًا: هذا إنجاز يؤكد على ما تحظى به مملكة البحرين من تقدير دولي وثقة راسخة في سياساتها الحكيمة ودورها الفاعل في تعزيز السلم والأمن الدوليين، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة والمضطربة التي يعيشها العالم.
وثمّن رئيس الوزراء ما حققته اللجنة الحكومية المصرية البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي برئاسة وزيري المالية على مدار الدورتين السابقتين (نوفمبر 2023 وفبراير 2025)، وما تُمثله هذه الآلية من قوة دفع مُهمة لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات ذات الأولوية.
وخلال جلسة المباحثات، أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين، رئيس مجلس الوزراء، بحسن الاستقبال الذي لاقاه والوفد المرافق له منذ قدومه إلى مصر، مُعربًا عن تقديره الكبير للحفاوة التي تم استقبالهم بها اليوم من قَبل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأضاف: نقلت اليوم تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وقال الأمير سلمان بن حمد آل خليفة: لا أقول إن مصر هي بلدي الثاني، بل مصر هي بلدي، ونحن دائمًا نفخر بمصر أم الحضارات، كما أنها هي العمق الأصيل لعالمنا العربي، وقوة مصر هي قوة للعرب جميعًا.
وأشاد ولي عهد مملكة البحرين برؤية الدولة المصرية التنموية، كما ثمّن قرار بناء العاصمة الإدارية الجديدة ووصفها بأنها مدينة المستقبل والفرص، قائلًأ: هذه الرؤية التي يتم تنفيذها تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلقت واقعًا جديدًا بعزم وإرادة المصريين.
وأعلن الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عن الانتهاء من تجهيز 22 مذكرة تفاهم واتفاقية لتعزيز التعاون المشترك بين مصر والبحرين في العديد من المجالات، قام بإعدادها فرق عمل متميزة من البلدين.
وأشار ولي عهد مملكة البحرين إلى أن رجال الأعمال البحرينيين لديهم شراكات مهمة وكبيرة في السوق المصرية.
وأعرب عن استعداده لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب المصري في الكثير من المجالات من بينها قطاعات: التجارة والخدمات المصرفية والاستشارات الهندسية.