
في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، تراجعت أسعار الذهب العالمية بشكل مفاجئ، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض رغم أن الذهب يُعد تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي هاني جنينة، أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تقف وراء هذا التراجع، أبرزها ما يلي:
1. تباطؤ الطلب من المستهلك الصيني
أشار جنينة إلى أن هناك مؤشرات على انفراجة قريبة في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مما قلل من الحاجة الملحّة لدى الأفراد في الصين لشراء الذهب كأداة للتحوط. كما ساهم وصول الأسعار إلى مستويات قياسية في تقليص شهية الشراء لدى المستهلكين.
2. تراجع وتيرة شراء البنك المركزي الصيني
بيانات شهر مايو 2025 كشفت عن تباطؤ مشتريات البنك المركزي الصيني من الذهب، إذ لم يشترِ سوى 1.9 طن فقط، مقارنة بـ2.3 طن في أبريل، و5 أطنان في يناير، وذروة بلغت 10 أطنان في ديسمبر 2024. وعلّق جنينة بأن الذهب يمثل حاليًا حوالي 7% فقط من إجمالي احتياطي المركزي الصيني، مشيرًا إلى أن الصين تتبادل المركزين الخامس والسادس عالميًا مع روسيا من حيث حجم احتياطي الذهب لدى البنوك المركزية، والذي يقدَّر بحوالي 2300 طن.
3. الفائدة الأمريكية تبقى مرتفعة
أوضح جنينة أن استمرار الفيدرالي الأمريكي في تثبيت أسعار الفائدة عزز من جاذبية أدوات الدخل الثابت (مثل السندات)، على حساب الذهب، الذي لا يدرّ عائدًا، مما دفع المستثمرين لتحويل اهتمامهم نحو هذه الأدوات الآمنة والعائد المرتفع.