سوق المال

لغز سهم بايونيرز بروبرتيز.. أرباح تتراجع وتوزيعات غائبة

شهدت البورصة المصرية خلال الساعات الماضية حالة من الجدل، بطلتها شركة بايونيرز بروبرتيز للتنمية العمرانية، في ظل علامات استفهام كبيرة تحيط بأداء السهم، الذي يصفه البعض بأنه “سهم ثابت بأرباح مؤجلة”.

فعلى الرغم من ارتفاع معدلات التضخم، التي عادةً ما تدعم صعود الأسهم، لا تزال القيمة السوقية للشركة بعيدة عن قيمتها الحقيقية، إذ تتخطى القيمة الدفترية 66 مليار جنيه، بينما لا تتجاوز القيمة السوقية 3 مليارات جنيه فقط، بجانب غياب توزيعات الأرباح للمساهمين، ما أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل السهم.

نتائج الأعمال: إيرادات تنمو وأرباح تتراجع

أظهرت القوائم المالية المجمعة للشركة عن النصف الأول من 2025 تراجعًا حادًا في صافي الأرباح بنسبة 62% على أساس سنوي، لتسجل 504 ملايين جنيه مقابل 1.33 مليار جنيه في نفس الفترة من 2024، في حين ارتفعت الإيرادات إلى 3.27 مليار جنيه مقارنة بـ 2.65 مليار جنيه، ما يعكس تحسن النشاط التشغيلي رغم تراجع الربحية.

أما على مستوى القوائم غير المجمعة، فانخفضت أرباح الشركة المستقلة إلى 154 مليون جنيه فقط، مقابل 1.17 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس ضغوطًا قوية على الأداء المالي للشركة.

أسهم الخزينة.. جدل بلا جدوى؟

يرى بعض المستثمرين أن سياسة شراء أسهم الخزينة لم تحقق الهدف المنشود، إذ اتخذت الشركة خلال السنوات الخمس الماضية عدة قرارات لشراء أسهم، كان آخرها في يونيو 2025 بشراء نحو 35 مليون سهم من شركتي بايونيرز بروبرتيز وجدوى للتنمية الصناعية، لكن دون جدوى ملموسة في دعم الثقة أو تحسين العائد.

ويؤكد هؤلاء أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب التوزيعات النقدية، ما يضر بثقتهم في الإدارة ويجعل السهم أقرب إلى أداة مضاربية.

الإدارة تدافع.. والمستثمرون يطالبون برقابة

في المقابل، تتمسك إدارة الشركة برئاسة وليد زكي بموقفها، مؤكدة أن بايونيرز قوية ماليًا وأن غياب التوزيعات يعود إلى سياسة إعادة استثمار الأرباح في توسعات جديدة، فيما يعد شراء أسهم الخزينة وسيلة لحماية السهم من الانخفاضات غير المبررة.

من جانبه، شدد محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، على ضرورة فرض رقابة أشد على سياسات التوزيعات، مشيرًا إلى أن غياب التوزيعات المنتظمة يحول السهم إلى أداة مضاربية بحتة، ويبعده عن دوره الاستثماري الحقيقي داخل البورصة.

بين الرؤيتين.. يبقى اللغز

وبين رؤية الإدارة التي تركز على التوسعات، ومطالب المستثمرين بالحصول على عوائد دورية، يبقى اللغز الأكبر: هل تنجح تحركات وليد زكي في إعادة الثقة إلى سهم بايونيرز بروبرتيز، أم أن الحل الوحيد يكمن في إعلان توزيعات أرباح نقدية تعيد التوازن بين توقعات المساهمين واستراتيجية الشركة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *