
تستضيف جمهورية مصر العربية قمة عربية طارئة يوم ٢٧ فبراير ٢٠٢٥ بالقاهرة وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
لا لتهجير الفلسطينيين
وتأتي القمة الطارئة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تفكر في الاستيلاء على قطاع غزة، ونقل أهله إلى أماكن أخرى أكثر أمنًا، وتحويله إلى “ريفيرا الشرق الأوسط” على حد زعمه، وسط رفض مصري وعربي ودولي قاطع لخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
كما تأتي الدعوة لعقد القمة العربية الطارئة، في ظل التصريحات التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والذي طالب السعودية -في تصريحات له- بإقامة دولة فلسطينية في أراضيها، وهو ما قوبل برفض عربي قاطع.
أهداف القمة
وتهدف القمة التي يجري الإعداد لها، إلى صياغة موقف عربي موحد رافض لفكرة تهجير الفلسطينيين من وطنهم ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، والدعوة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، بأسرع وقت بشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وفقًا لوسائل إعلام عربية.
اتصالات مصرية مكثفة
وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب، شملت وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأردن والعراق والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان.
وقالت الخارجية المصرية في بيان، الجمعة، إن الاتصالات جاءت بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبحسب البيان، شهدت الاتصالات تبادل الرؤي حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية، والتأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتعدياً على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
رفض دولي لمقترح ترامب
وأثارت تصريحات ترامب استهجانًا واسعًا بعدما أبدى رغبته في سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، بعد تهجير سكانه الفلسطينيين، إلى دول مثل مصر والأردن، أو دول أخرى، وقال ترامب في منشور على “تروث سوشيال”، الخميس الماضي، إن إسرائيل ستُسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، وذلك على الرغم من الاعتراضات الدولية الواسعة على خطته بشأن مستقبل القطاع، التي كان أعلنها قبل يومين.
وقوبل مقترح ترامب المثير للجدل برفض دولي مطلق، إذ عبّر حلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم الأوروبيين، عن رفضهم اقتراحه بأن “تتولى” الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم، وأدانوه على الفور، معتبرين أن غزة “هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها ويقرروا مصيرهم”.