أخر الأخبار الجانبيةملفات وحوارات

مخاوف من ركود تضخمي والنفط في مرمى النيران ..«صواريخ تضخمية» تجتاح الاقتصاد العالمى

يمثل اندلاع حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل، واحدًا من أخطر السيناريوهات التي كانت المنطقة تحاول تجنبه لعقود، ومع تصاعد التوترات وتحولها إلى مواجهات عسكرية مفتوحة، بدأت تداعيات الأزمة تتسلل سريعًا إلى الاقتصاد العالمي، وأسواق الطاقة، واستقرار دول الشرق الأوسط، ومنها مصر بشكل خاص، وفي ظل تهديد مضيق هرمز، الذي تمر منه نحو 20% من صادرات النفط العالمية، فإن استمرار الحرب قد يُعطل الإمدادات ويزيد من أسعار الوقود والغاز الطبيعي، مما ينعكس على الأسعار في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، ويزيد من حدة التضخم عالميًا.

“البورصجية” استطلعت آراء خبراء الاقتصاد والعلاقات الدولية في تأثير الحرب بين إيران وإسرائيل على المنطقة ومصر، وقال الدكتور شريف دلاور، الخبير الاقتصادي إن نتائج الحرب بين إسرائيل وإيران، لم تظهر بعد؛ فالحرب جارية وهناك تصورات مطروحة بقوة أن تنتهي الحرب خلال ايام وبالتالي فإن الإرتفاعات في أسعار النفط ستكون مؤقتة.

وأضاف أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 7%، متوقعًا أن تصل الأسعار لـ 10 % على أقصى تقدير، ثم تعود الأسعار لطبيعتها تدريجيًا مرة ثانية في حال انتهاء الحرب.

وتابع:” إذا لجأت إيران لاغلاق مضيق هرمز حتى لو لفترة مؤقتة، فقد نشاهد ارتفاعًا كبيرًا في سعر البترول، ولكن هذا مستبعد في الوقت الحالي”.

وبالنسبة لإحتمالية حدوث حرب تجارية، قال إنه من المستبعد حدوثها، نظرًا للحرب التجارية الجارية الأن بين الصين وأمريكا والاتحاد الاوروبي، والتي في طريقها للحل عن طريق المفاوضات والاتفاقات.

وأوضح الخبير الإقتصادي أن الاموال الساخنة تلعب دورًا في استقرار العملة أو انخفاضها، وفي حال امتداد الحرب، فلا شك أن تهرب الأموال الساخنة من مناطق النزاع، وفي هذه الحالة سيكون لها تأثير على استقرار العملات، بما فيها الجنيه المصري.

وقالت الدكتورة سحر الدماطي، الخبيرة الاقتصادية والمصرفية: هناك توقعات بأن يرتفع سعر برميل النفط لـ 100 دولارًا، وهو ما سيكون له تأثيرًا قويًا على كل العالم وليس مصر فقط، حيث إن ارتفاع سعر برميل البترول بهذا الشكل سيؤدي إلى حدوث تضخم.

وأوضحت الخبيرة المصرفية أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية سيكون لها تأثيرات متعددة، حيث ستؤثر على التضخم في مصر وبالتالي إتجاه انخفاض الفائدة لن يحدث، بالاضافة إلى تأثير الوضع على السياحة ووفرة العملة.

وأضافت أن مضيق باب المندب ليس مفتوحًا بنسبة 100% ، وهو ما يؤثر على الدخل القادم من قناة السويس الذي أصبح يشكل 30 أو 40% فقط، وهو ما كان يشكل موردًا رئيسيًا لمصر لذا سيكون هناك تأثير بلا شك، محذرة من تأثير الحرب الجارية على تحويلات المصريين في الخارج، وخلصت إلى استمرار الحرب من عدمها ليس معروفًا، ولكن في النهاية يمكن أن تقود العالم إلى الركود التضخمي.

وحذر السفير على الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، من التدخلات الخارجية بالشكل الذي يستهدف معه البرنامج النووي الإيراني، قائلًا:” دخول أطراف خارجية على الخط ينذر بعواقب وخيمة وسيزيد من تعقيد الأمور، وأضاف: حذرنا منذ شهور طويلة وربما سنوات من تجنب منطقة الشرق الأوسط وكل ما من شأنه أن ينقلنا لصراع إقليمي في إطار التنافس على فرض الإرادات والتغول على الشعوب الأخرى.

وطالب الحفني بالاقتراب من المراحل النهائية لحسم هذه المواجهة ودعا المجتمع الدولي والأطراف المعنية بشكل مباشر حسم هذا الأمر وخاصة من أجرى مفاوضات مؤخرًا بشكل مباشر مع ايران، وأكد الحفني أن الحرب أثرت بالفعل على قناة السويس والعملة، كما تأثروا بغيرها من الأوضاع السابقة في المنطقة مثل القضية الفسطينية ولبنان وسوريا والعراق واليمن.

وأضاف أن مصر تضررت على امتداد سنوات من الأوضاع التي فُرضت عليها مثل كورونا والحرب الأوكرانية والقضية الفسطينية، وأثرت بالفعل على الوضع الاقتصادي والأسعار والطاقة وتكلفة المواد الغذائية وزيادة معدلات التضخم و تأثرت سلاسل التوريد وأسعار الواردات من القمح والزيوت والحبوب والبورصات، كما تأثر العالم أجمع.

وختم حديثه بالقول:”نسعى باستمرار للسلم والأمن الاقليمي بالشكل الذي يُمكنا من تحقيق جهود التنمية المستدامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *