
أكد الدكتور “محمد الزبيدي”، السياسي والقانوني الليبي، أن حادث تحطم الطائرة الليبية الذي أودى بحياة رئيس أركان قوات المجلس الرئاسي الموجودة في المنطقة الغربية، “محمد الحداد” ورفاقه، قد لا يكون مجرد حادث فني عابر، مشيرًا إلى وجود مؤشرات تدعو للاشتباه في تورط تخريب مموه أو تدخل بشري متعمد.
وأوضح “الزبيدي”، في تصريحات خاصة لـ”البورصجية نيوز”، أن الطائرة رغم ظهور مؤشرات على خلل فني، إلا أن هذا الخلل قد يكون نتيجة إهمال متعمد أو تدخل خارجي، ما يستدعي فتح تحقيق دولي شامل يتضمن جميع الأطراف ذات الصلة: الشركة المصنعة للطائرة في فرنسا، والشركة المشغلة في مالطا، والدولة التي انطلقت منها الطائرة وسقطت على أراضيها “تركيا”، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة الليبية من الشرق والغرب ضمن لجنة 5+5، والجهة الليبية التي استأجرت الطائرة.
وأشار “الزبيدي” إلى أن ملابسات الحادث تبدو غريبة، فالمسافة بين مدرج الإقلاع ومكان السقوط بلغت نحو 50 كيلومترًا، واستغرقت الطائرة أكثر من نصف ساعة قبل سقوطها، فيما أظهرت الصور والفيديوهات انفجارها في الجو، واتساع مساحة تناثر الحطام إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات، وتحول جسم الطائرة إلى قطع صغيرة، مع اختفاء الهيكل تقريبًا.
وأضاف “الزبيدي”، أن الطائرة كانت تعمل بثلاثة محركات، ما كان يمكّنها من الهبوط حتى في حالة العطل، ما يثير علامات استفهام حول طبيعة الحادث، ويؤكد الحاجة إلى تحقيق مطول ودقيق وفق المعاهدات الدولية المعترف بها، لضمان الكشف عن أي احتمالات للتخريب أو التدخل البشري.
وأكد “الزبيدي”، أن أرواح هؤلاء الضباط ليست شيئًا يمكن تركه للقضاء والقدر، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمعاهدات الدولية المعترف بها، وإجراء تحقيق دولي شامل للكشف عن أي احتمالات للتخريب أو التدخل البشري، لا سيما في ظل الغرابة الكبيرة لملابسات الحادث والمسافة والزمن الذي استغرقت الطائرة قبل سقوطها وحجم التدمير الناتج عن انفجارها في الجو.
ومن جهة أخرى ذكر “بورهان الدين دوران”، رئيس إدارة الاتصالات التركية، أن طائرة داسو فالكون 50 أقلعت من مطار أنقرة إسطنبول الساعة 17:17 بتوقيت جرينتش متجهة إلى طرابلس، وأبلغت برج المراقبة الجوية الساعة 17:33 عن حالة طارئة ناجمة عن عطل كهربائي، وأضاف وزير الداخلية التركي أن فرق البحث عثرت على الصندوق الأسود للطائرة صباح اليوم.
وكانت قد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، برئاسة “عبد الحميد الدبيبة”، أن الحادث أودى بحياة رئيس أركان الجيش الليبي “محمد علي أحمد الحداد” وأربعة من مرافقيه، ووصف “الدبيبة” الحادث بأنه “خسارة كبيرة لليبيا”. كما لقي ثلاثة من طاقم الطائرة مصرعهم وفق مسؤولين أتراك.
وأعرب القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير “خليفة حفتر” عن حزنه العميق إثر وفاة الفريق أول ركن “محمد الحداد” ومرافقيه في حادث تحطم الطائرة الذي وقع في تركيا، وفق بيان نشرته القيادة العامة على صفحتها الرسمية على فيسبوك.
وتوجه المشير “حفتر” بالتعازي إلى أسرة الفقيد، وإلى قبيلته، وإلى الشعب الليبي بأسره، معبّرًا عن خالص مواساته لفقدان شخصية عسكرية قدمت خدمات جليلة لليبيا.
كما قدم القائد العام التعازي إلى جميع ضباط ومنتسبي القوات المسلحة، مشيدًا بتفاني الفقيد وأداء واجبه العسكري بمسؤولية عالية، وتحمله الأمانة خلال مراحل دقيقة من تاريخ ليبيا، مع إبراز التزامه بالقيم الوطنية فوق أي مصلحة شخصية أو جماعية.
وأضاف حفتر تعازيه إلى اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) على فقدان عضوها آمر القوات البرية برئاسة الأركان العامة في طرابلس الفريق “الفيتوري غريبيل”، معبرًا عن خالص المواساة لأسرته وذويه ومحبيه، مؤكدًا أن الحادث ترك أثرًا بالغ الحزن على المؤسسة العسكرية الليبية بأكملها.
وكان رئيس الأركان الراحل قد أجرى زيارة رسمية إلى أنقرة أمس الثلاثاء، التقى خلالها كبار المسؤولين الأتراك، من بينهم رئيس الأركان الفريق أول “سلجوق بيرقدار أوغلو” ووزير الدفاع “ياشار غولر”، كما أسفر الحادث عن مقتل مرافقي “الحداد”، وهم: رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن “الفيتوري غريبيل”، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد “محمود القطيوي”، ومستشار رئيس الأركان “محمد العصاوي دياب”، والمصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة “محمد عمر أحمد محجوب”
اقرأ أيضا: ليبيا.. مسؤول تركي يوضح أسباب تحطم طائرة رئيس أركان حكومة طرابلس





