حالة من القلق تنتاب العالم منذ أمس، الثلاثاء، وذلك بسبب إطلاق إيران صواريخ باليستية على تل أبيب، إذ أطلقت إيران 200 صاروخ على إسرائيل، وفقًا لما أعلنه التليفزيون الرسمي الإيراني.
ورغم إطلاق إيران 200 صاروخ إلا أنه لم يسقط الكثير من الضحايا في تل أبيب، ذلك الأمر الذي علق عليه الإعلامي إبراهيم عيسى، قائلًا إن هذه الهجمات قد ترضي الجمهور الإيراني، وتحفظ المعنويات لأذرعها في المنطقة، متابعًا: “200 صاروخ إيراني مموتش واحد، و2 فلسطينيين موتوا 8”.
الضربات الإيرانية ذات كثافة صاروخية عالية لكنها محدودة التأثير المادي
وكشف عدد من الخبراء السبب وراء عدم سقوط الكثير من الضحايا، إذ قال اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الاستراتيجي، خلال تصريحات تليفزيونية، “إن الضربات الإيرانية اتسمت بأنها ذات كثافة صاروخية عالية، لكنها محدودة التأثير المادي، وبعض الصواريخ التي استخدمتها إيران كانت منعدمة التأثير، والبعض الآخر كان به تأثير معنوي كبير وتحمل دلالات ورسائل متعددة.
وأكد أن ما حدث أمس لفت أنظار العالم أجمع، وجعل صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء إسرائيل، لافتًا إلى أن ما فعلته إيران يؤكد أنها قادرة على خلق الحروب الحديثة، وشرخ نظرية الردع الإسرائيلي، وقادرة على تهديد الأمن القومي الإسرائيلي، وإهانة السيادة الإسرائيلية، وأن صواريخها قادرة على الوصول إلى الداخل الإسرائيلي.
إيران لن تذهب لمواجهة مباشرة بسهولة
كذلك قال العميد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الاقتصاد العسكري، خلال تصريحات تليفزيونية، إنّ إيران تحرك أذرعها، لكنها تريد الحفاظ على المكتسبات النووية ولن تذهب لمواجهة مباشرة بسهولة.
وتابع أنها أطلقت الصواريخ أمس، نتيجة ضغط شديد لما تبقى من حزب الله بعد تصفية قيادات الصف الأول والثاني، مشيرًا إلى أنّ الإسرائيليين معتادون على النزول إلى الملاجئ، لذلك لا يسقط الكثير من القتلى، نتيجة الصواريخ الإيرانية.
وأوضح أن الصاروخ يعتمد على حجم القدرة التدميرية والمتفجرات التي يحملها ومعدل الانفجار والنطاقات التدميرية، وبالتالي فإن الصاروخ الذي يهاجم إسرائيل ليس به حجم متفجرات كبير، مضيفًا أن الجانب الإسرائيلي يعلن دائما أنه لم يتعرض للضرر من الصواريخ الإيرانية، ولكن هناك رسائل تريد إيران إيصالها من خلال الصواريخ التي تضرب بها إسرائيل، فقد تعبر صواريخ أعلى مفاعل ديمونة، وبالتالي فإنها تريد إعلام إسرائيل بأنها يمكنها ضرب المفاعل كما تشاء.
المنطقة تذهب إلى نقطة اللاعودة
وأكد اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع المصري السابق، خلال تصريحات تليفزيونية، أن إيران قاتلت بشرف، ووجهت ضرباتها نحو 3 قواعد عسكرية إسرئيلية من أكبر القواعد.
وواصل أن هذه القواعد هي قاعدة نيفاتيم تضم طائرات F35، التي يمكنها مهاجمة إيران، قاعدة نتساريم التي تحتوي على طائرات F15 ، التي ضربت مقر حسن نصر الله، وقاعدة تل نوف وهي قريبة من تل أبيب، مؤكدًا أن الضربة أصابت 90% من القواعد وعطلت الممرات والطائرات ووسائل التحكم.
وأشار إلى أن إيران نفذت الضربة بعيدًا عن المدنيين، لأنه يقاتل بشرف بعكس الإسرائيليين، لكن في المجمل المنطقة تذهب إلى نقطة اللاعودة، وجميع الخطوط الحمراء تم تجاوزها، موضحًا أن عدد الصواريخ التي أطلقت أمس ضعف عدد الصواريخ التي أطلقت في أبريل الماضي، بالإضافة إلى تسببها في حالة الذعر والخوف والغضب ولجوء الإسرائيليين إلى الملاجئ، وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.
وتابع: “كما أن القبة الحديدية ومقلاع داود لم تستطع أن تجابه أكثر من 10% من الصواريخ الإيرانية”، مرجحًا أن تنفذ إسرائيل ضربة ضد أماكن الحرس الثوري وأماكن صناعة الصواريخ، أما البرنامج النووي في أعماق الجبال وارد ضربه، لكن إيران سترد بالمثل، ولن تتطرق لضرب مدنيين.