وسط تصاعد الحرب التي تخطت يومها الألف بين روسيا وأوكرانيا، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من هجوم جوي روسي كبير محتمل اليوم الأربعاء، وعليه ستغلق أبواب سفارتها في كييف، وأدى ذلك إلى إعلان السلطات الأوكرانية حالة التأهب القصوى خشية الهجوم المحتمل.
وحث رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية المواطنين على عدم تجاهل التنبيه من خطر هجوم صاروخي محتمل، ويأتي التحذير بعد يوم من استخدام أوكرانيا صواريخ أمريكية من طراز “أتاكمز” لضرب أراضٍ روسية، مستغلة قرارًا صدر قبل أيام من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته في اليوم الألف للحرب.
وحذرت روسيا الغرب على مدى أشهر من أن سماح واشنطن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية، وبريطانية وفرنسية الصنع لضرب العمق الروسي سيدفع موسكو لتعتبر تلك الدول الأعضاء في “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) مشاركة بشكل مباشر في الحرب في أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر الفائت، إن روسيا سترد إذا ضربت أوكرانيا العمق الروسي بأسلحة أمريكية الصنع، طبقا لذات المصدر.
زيلينسكي يحذر من هزيمة أوكرانيا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده سوف تهزم في حربها ضد روسيا إذا قطعت عنها الولايات المتحدة المساعدات العسكرية.
وأضاف زيلينسكي، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة “فوكس نيوز” التلفزيونية الأمريكية، أن “إنتاج أوكرانيا ليس كافيا للانتصار”.
من جانبه، ذكر مسؤول حكومي أمريكي أن الرئيس جو بايدن وافق على تزويد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد، ومن المتوقع أن يرسل البنتاجون ما لا يقل عن 275 مليون دولار أمريكي إلى أوكرانيا من الأسلحة الجديدة.
وضربت أوكرانيا الأراضي الروسية باستخدام صواريخ أمريكية لأول مرة منذ أن منحت واشنطن كييف الإذن باستخدام أسلحة بعيدة المدى.
وقالت أوكرانيا إنها ضربت مستودع أسلحة على بعد أكثر من مائة كيلومتر داخل روسيا، وحدث ذلك في اليوم الألف من الصراع.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع وثيقة تعديل العقيدة النووية لبده، والتي تعد بمثابة تحذير لواشنطن والكتلة الغربية.
تهديدات بكارثة نووية في أوروبا
وأشارت صحيفة “الجارديان”، إلى أن الهجمات الجوية الأخيرة التي شنتها القوات الروسية على أوكرانيا تهدد بكارثة نووية قد تشمل جميع أرجاء القارة الأوروبية، موضحة أن الهجمات استهدفت محطات كهرباء متصلة بثلاث محطات نووية في أوكرانيا ما يهدد بكارثة نووية ليس في أوكرانيا فحسب ولكن في باقي الدول الأوروبية.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن القوات الروسية أطلقت يوم الأحد الماضي ما يقرب من 210 صواريخ وطائرات بدون طيار مستهدفة محطات توليد وتوزيع الطاقة في جميع أرجاء أوكرانيا، ما دفع الشركة الوطنية للطاقة في البلاد إلى إعلان خطة ترشيد استهلاك في جميع أنحاء البلاد بعد الهجوم بساعات قليلة.
وأشارت الصحيفة إلى سماع دوي انفجارات جراء الهجوم الروسي في العاصمة كييف وفي مناطق أخرى مثل أوديسا وميكولايف جنوبي البلاد إلى جانب مناطق أخرى في في الجنوب والغرب، لا سيما وأن دوي الانفجارات وصل إلى المناطق الحدودية مع مولدوفا حيث ترتبط شبكتا الكهرباء في البلدين ومنها إلى جميع أنحاء أوروبا.
بوتين مستعد لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا
أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستعد لإجراء اتصالات ومفاوضات بشأن أوكرانيا، وهو يتحدث عن ذلك.
وقال بيسكوف للصحفيين، تعليقا على تقارير حول استعداد بوتين للمحادثات: “الرئيس يصرح مرارا وتكرارا، بأنه مستعد للاتصالات والمفاوضات”، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف أن المهم بالنسبة لروسيا هو تحقيق أهدافها في الصراع الأوكراني، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بالفعل إن خيار التجميد لن ينجح.
وأجاب بيسكوف، على سؤال حول ما إذا كان الكرملين مستعدا لمناقشة كيف ستكون الحدود بين روسيا وأوكرانيا: “قال الرئيس بالفعل إن أي خيار لتجميد هذا الصراع لن يناسبنا. ومن المهم بالنسبة لنا أن نحقق أهدافنا المعروفة للجميع.”