تكنولوجيا واتصالاتسلايدر

خسائر مليارية للصناعة الأمريكية.. «ديب سيك» يحرق خطط «ترامب» فى الذكاء الاصطناعى

منذ الأسبوع الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية بالبيت الأبيض، شرع الملياردير الجمهوري الشهير في شن حرب اقتصادية ضد الصين، تارة بالتوعد بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية للأسواق الأمريكية، وأخرى من خلال تهديد تطبيق “تيك توك” بحرمانه من المستخدمين الأمريكيين، حال لم يقبل بعقد صفقة تكون للولايات المتحدة اليد العليا فيها.

 

ويبدو أن الصين قد أمسكت طرف الصراع الآخر وقررت الدخول في صراع تكنولوجي مع ترامب، عبر إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي الحديث “ديب سيك”، والذي يُضاهي أحدث التقنيات الأمريكية المُتطورة بتكلفة منخفضة، الأمر الذي من شأنه أن يُشكل تحديًا مباشرًا لسياسات ترامب التكنولوجية.

 

إحراج الشركات الأمريكية

 

وبنظرة عميقة، قد يكون مشروع الرئيس الأمريكي الطموح “ستارجيت”، البالغة تكلفته 500 مليار دولار، لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، هو أبرز ضحايا التطبيق الصيني الجديد، إلا أنه بطبيعة الحال لم يكن المتضرر الأوحد، إذ نجحت شركة “ديب سيك” في تحقيق إنجاز تكنولوجي استثنائي، بإطلاق مساعد ذكي يتفوق في بعض المعايير على منتجات شركة OpenAI الأمريكية الرائدة.

 

واستطاعت الشركة الصينية تطوير نموذجها المتقدم بتكلفة لا تتجاوز 5.6 مليون دولار فقط، مُستخدمة رقائق إلكترونية من الدرجة الثانية من شركة  Nvidia الأمريكية، وهو الرقم الذي يبدو متواضعًا للغاية مقارنة بالاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل شركة ميتا التي تنفق 65 مليار دولار سنويًا في هذا المجال.

 

ورأت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أن هذا التطور الذي استطاعت الشركة الصينية تقديمه، يضع علامات استفهام كبيرة حول جدوى مشروع “ستارجيت” الضخم الذي يدعمه ترامب بتكلفة تصل إلى 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

 

وأكد مارك أندريسن، رجل الأعمال المقرب من ترامب، أن نجاح “ديب سيك” يمثل لحظة إحراج بارزة للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التطور الصيني الحالي، يجب أن يدفع أمريكا إلى استجابة مماثلة في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

 

عيوب ديب سيك

 

ونظر الخبراء إلى بعض العيوب التي يمكن أن تظهر في المستقبل القريب بالتطبيق الصيني، ورأوا أنه نظرًا لشعبيته المفاجئة، من المحتمل أن تعرض بنيته السحابية لضغط هائل.

 

وشهدت الشركة انقطاعًا كبيرًا في الخدمة الأسبوع الماضي، وتحديدًا في 27 يناير، ما يشير إلى أنها ستحتاج إلى إدارة حركة مرور أكبر مع تدفق مزيد من المستخدمين الجدد والعائدين الذين يطرحون استفسارات إضافية على روبوت المحادثة.

 

 

خسائر ضخمة

 

وخسر أكثر 500 شخص ثراء في العالم، على رأسهم جينسن هوانج المؤسس المشارك لشركة إنفيديا، ما مجموعه 108 مليارات دولار، منتصف الأسبوع الماضي، إذ أدت عمليات البيع المكثفة لأسهم شركات التكنولوجيا المتأثرة بظهور تطبيق شركة “ديب سيك” إلى انخفاض مؤشرات الأسهم الرئيسية، حسبما أشارت وكالة بلومبرج الأمريكية.

 

وتراجعت ثروة هوانج 20.1 مليار دولار، لتنخفض بذلك بنسبة 20%، كما خسر لاري إليسون المؤسس المشارك لشركة “أوراكل جروب” 22.6 مليار دولار، وكذلك مايكل ديل مؤسس شركة “ديل”، الذي خسر 13 مليار دولار من ثروته.

 

وخسرت شركات التكنولوجيا الكبرى مجتمعة 94 مليار دولار، وتراجع مؤشر ناسداك الأمريكي بنسبة 3.1%، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5%.

 

ويُنظر إلى التطبيق الصيني الحديث على أنه بمثابة جولة جديدة من الصدام مع الولايات المتحدة بقيادة ترامب، والذي باتت الأوساط الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية في انتظار مزيد من القرارات التي من شأنها تعميق الأزمة بين واشنطن وبكين، خاصة بعدما بدأت تنتقل إلى الصناعات التكنولوجية، والتي تعد الساحة الأكثر سخونة في المواجهة بين القوتين العظمتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *