مصر

خبير تربوي للبورصجية.. نظام البكالوريا يحرر الطالب من رهبة الثانوية العامة

مع بدء تطبيق نظام البكالوريا المصرية أو ما يُعرف بنظام المسارات، تزداد تساؤلات الطلاب وأولياء الأمور حول كيفية اختيار المسار الأنسب، ومدى قدرة النظام الجديد على تحقيق العدالة التعليمية، وتوفير فرص متوازنة بين الشغف الشخصي ومتطلبات سوق العمل.

وفي تصريحات خاصة لـ البورصجية، قدّم الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، رؤية تحليلية لفلسفة النظام الجديد ونصائح عملية لمساعدة الطلاب على اتخاذ قراراتهم بثقة ووعي.

أوضح الدكتور عاصم حجازي أن فلسفة نظام البكالوريا الجديدة ترتكز على أربعة محاور رئيسية، أولها التخفيف من الضغوط النفسية الواقعة على الطلاب وأسرهم بسبب رهبة الثانوية العامة؛ وثانيها محاكاة نظم التعليم الدولية وتوفير محتوى بمعايير عالمية؛ وثالثها التركيز على “الكيف” لا “الكم” في المناهج؛ وأخيرًا تحويل الطالب من مجرد متلقٍ إلى باحث ومفكر نشط يستمتع بالتعلم.

وأشار حجازي إلى أن هذا النظام يمنح الطلاب حرية أكبر في اختيار المواد والمسارات، مما يعزز لديهم الشغف الأكاديمي، كما يتيح فرصًا متعددة للتقويم، وهو ما يساهم في كسر عقدة “الفرصة الوحيدة” المرتبطة بالنظام القديم، مضيفا أن النظام يسمح بدمج مواد لم يكن من الممكن الجمع بينها سابقًا، مثل الرياضيات والكيمياء، مما يمنح الطلاب مرونة أكبر، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم.

معايير أساسية لاختيار المسار المناسب

وفيما يتعلق بالمعايير الأساسية لاختيار المسار، شدد على أهمية مراعاة قدرات الطالب وميوله الشخصية في المقام الأول، يليها النظر في مستقبل سوق العمل والتخصصات المطلوبة، ونبّه إلى أن ما يناسب زميلًا قد لا يناسب غيره، مما يتطلب وعيًا ذاتيًا وترتيبًا دقيقًا للأولويات.

 

وأكد حجازي أن هناك أدوات عملية يمكن أن تساعد الطالب في اكتشاف ذاته، مثل اختبارات الإرشاد المهني المجانية التي يوفرها صندوق تطوير التعليم، وتُطبّق على طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية. وتساعد هذه الاختبارات الطالب على فهم قدراته ومجالات تميّزه، إذا ما قرأ نتائجها بموضوعية، مع متابعة وتوجيه من الأهل.

الدعم الأسري قائم على الإرشاد 

وعن دور الأسرة، أوضح أن الدعم الأسري يجب أن يكون قائمًا على الإرشاد والنقاش، لا الفرض أو الضغط، مشيرًا إلى أهمية تعريف الطالب بمتطلبات سوق العمل، وفتح المجال له للتعرف على التخصصات المتاحة، واستشارة أهل الخبرة عند الحاجة.

 

ورغم أن الطلاب في عمر 15 أو 16 عامًا لا يكونون مؤهلين بشكل كامل لاتخاذ قرارات مصيرية بمفردهم، إلا أن حجازي يرى أن دور المعلمين والأسرة حاسم في مرافقة الطالب ومساعدته على اتخاذ القرار الأنسب، دون مصادرة لحقه في الاختيار.

 

وتطرّق إلى التخصصات الأكثر طلبًا في ظل التحولات الرقمية، لافتًا إلى أن التخصصات البينية أصبحت في طليعة المجالات الواعدة، إلى جانب تخصصات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والكليات التكنولوجية، التي باتت تجذب اهتمام عدد متزايد من الطلاب.

 

وفي ختام تصريحاته لـ البورصجية، قدّم الدكتور عاصم حجازي نصيحته الذهبية للطلاب المقبلين على اختيار مسارهم الدراسي قائلًا: “لا تضيّع فرصة الصف الأول في اكتشاف قدراتك. فكّر في مستقبلك جيدًا، واختر مسارك بناءً على وعي وتخطيط. درّب نفسك على إدارة الوقت، وكن مثابرًا، واحتفظ بحماسك، واجعل المذاكرة جزءًا من نمط حياتك، لا مهمة عابرة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *