سوق المال

خبيرة لـ البورصجية: خفض أسعار الفائدة الأمريكية قد يشعل شهية المخاطرة بالأسواق

قالت رانيا جول، خبيرة أسواق المال بشركة XS.com، إن البورصات العالمية والعربية شهدت خلال الأسبوع الماضي تقلبات محدودة بين الارتفاعات الحذرة والتراجعات الطفيفة، وسط ترقب شديد لخطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي في جاكسون هول وما قد يحمله من إشارات حول مسار الفائدة المقبلة.

الولايات المتحدة
وأضافت جول في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن الأسواق الأمريكية شهدت خلال الأسبوع ارتفاعات قوية، حيث صعد مؤشر داو جونز بنسبة 1.7%، وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9%، وناسداك بنسبة 0.8%، بدعم من بيانات تضخم متوازنة عززت التكهنات بخفض الفائدة في سبتمبر. وأكدت أن تفوق مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة على مؤشر S&P 500 يعكس اتساع قاعدة النمو.

وأكدت أن هذا الأداء يوضح أن السوق لم يعد يعتمد فقط على عمالقة التكنولوجيا، بل بدأ المستثمرون في ضخ سيولة نحو الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يمهد لموجة صعود أوسع خلال الأسابيع المقبلة إذا أكد الفيدرالي مسار خفض الفائدة.

وأشارت جول إلى أن الأسواق الآسيوية سجلت ارتفاعات ملحوظة بقيادة اليابان وتايوان، فيما بلغت الأسهم الصينية أعلى مستوياتها منذ عشرة أشهر. أما في أوروبا، فقد لامس مؤشر “فوتسي 100” البريطاني قمة جديدة عند 9,222 نقطة قبل أن يتراجع بفعل عمليات جني الأرباح.

ورأت أن هذه المكاسب تعكس استمرار جرعة التفاؤل العالمي، لكنها شددت على أن استمرار الصعود يتطلب دعماً فعلياً من البيانات الاقتصادية، متوقعة أن يواجه السوق الأوروبي ضغوطاً تضخمية قد تحد من مكاسب إضافية.

وفيما يتعلق بالسوق السعودي، أكدت جول أن مؤشر “تاسي” ظل مستقراً تقريباً بتراجع طفيف -0.1%، مع بروز أسهم قيادية مثل “الراجحي” و”الأهلي السعودي”، مشيرة إلى أن قفزة سهم “سدر لوجستيك” بنسبة 9% بعد صفقة تجاوزت قيمتها 249 مليون ريال لفتت الأنظار .

وأوضحت أن السوق السعودي يميل حالياً إلى التوازن مع تركيز المستثمرين على أخبار نوعية أكثر من الاتجاهات العامة، متوقعة أن يظل المؤشر في نطاق عرضي على المدى القصير، بينما يحتفظ القطاعان المالي واللوجستي بقدرة على قيادة موجة صعود تدريجية.

وأضافت أن بقية أسواق الخليج مثل قطر ودبي وأبوظبي مالت إلى التراجع الطفيف أو الاستقرار، مؤكدة أن هذا التراجع لا يعكس ضعفاً بقدر ما يعبر عن حالة ترقب لأي إشارات من الفيدرالي الأمريكي، حيث قد يؤدي خفض الفائدة إلى إعادة الزخم وزيادة شهية المخاطرة.

وأكدت جول أن البورصة المصرية واصلت أداءها الإيجابي، حيث صعد مؤشر EGX30 بنسبة 1.1% بدعم من البنك التجاري الدولي، مشيرة إلى أن الأهم كان إعلان الحكومة تحقيق فائض أولي قياسي بقيمة 629 مليار جنيه (13 مليار دولار)، ما يعادل 3.6% من الناتج المحلي وبزيادة 80% عن العام الماضي.

ورأت أن هذا التطور يعكس نجاح السياسات المالية المصرية ويعزز جاذبية السوق للاستثمارات الأجنبية، متوقعة أن يكون السوق المصري من بين الأكثر نمواً في المنطقة على المدى المتوسط، خصوصاً في قطاعات البنوك والطاقة.

واختتمت جول تصريحاتها بالتأكيد على أن كلمة السر في المرحلة المقبلة ستكون “الفائدة”، موضحة أنه في حال أقدم الفيدرالي على خفضها، فقد يشهد العالم العربي والأسواق العالمية تحولاً جذرياً نحو موجة صعود أوسع وأكثر استدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *