
مع بداية العام الدراسي الجديد، يبرز مجددًا الحديث حول العلاقة التكاملية بين الأسرة والمدرسة، وكيف يمكن لهذا التعاون أن يصنع فارقًا في نفسية الطالب ودافعيته للتعلم.
وفي هذا السياق، أوضحت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، أن امتناع بعض الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة قد يكون نابعًا من مشكلات أسرية أو صعوبات داخل البيئة المدرسية نفسها، مؤكدة ضرورة التعامل مع هذه المواقف بهدوء وحوار مباشر مع الأبناء لفهم أسباب رفضهم.
وأضافت أن على الأسرة أن تزرع لدى أبنائها صورة إيجابية عن المدرسة، باعتبارها مكانًا للتعلم واكتساب المهارات وبناء الصداقات، مشيرة إلى أن الاستقرار الأسري يلعب دورًا أساسيًا في نفسية الطالب، بينما تؤدي الخلافات المنزلية إلى شعوره بالقلق والتوتر.
وأكدت الحزاوي أهمية الدعم النفسي والتشجيع بالكلمة الطيبة، مع الابتعاد تمامًا عن المقارنات بين الأبناء أو مع زملائهم، لما تسببه من اهتزاز الثقة بالنفس وانخفاض الدافعية للتعلم، وهو ما ينعكس سلبًا على رغبتهم في الحضور المدرسي.
كما أوصت عند إعداد جداول المذاكرة اليومية بضرورة إدراج فترات راحة منتظمة، وتخصيص عطلة نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة والهوايات، حفاظًا على التوازن النفسي والعقلي للطالب. ولفتت إلى أهمية الحديث مع الأبناء بعد عودتهم من المدرسة لمعرفة تفاصيل يومهم، والتدخل المبكر إذا تعرضوا لأي مضايقات أو مشكلات.
أما عن دور المدرسة، فشددت الحزاوي على أن طرق التدريس ينبغي أن تكون ممتعة وتفاعلية، بعيدة عن الحفظ والتلقين، وأن يتم ربط الدروس بالأنشطة والتطبيق العملي لتجنب الملل.
وأكدت الحزاوي أن تأهيل المعلم تربويًا وأكاديميًا يشكل عاملًا محوريًا في حب الطالب للمادة، إذ غالبًا ما تنبع علاقة الطالب بالمادة من ارتباطه بالمعلم.
كما دعت إلى تنويع الأنشطة المدرسية لتكون المدرسة بيئة متكاملة لا تقتصر على التعليم فقط، بل تساهم في اكتشاف المواهب وتنميتها، مع ضرورة وجود أخصائي اجتماعي للتعامل مع المشكلات النفسية والسلوكية، فضلًا عن الاهتمام بنظافة المدرسة وفصولها ومرافقها لتكون مكانًا جاذبًا ومريحًا للطلاب.
وفي ختام حديثها، أشارت الحزاوي إلى أن نسب الغياب في المدارس شهدت تراجعًا ملحوظًا منذ تولي الوزير محمد عبد اللطيف الحقيبة الوزارية، نظرًا لتشديده على إلزام الطلاب بالحضور وتفعيل الغياب الإلكتروني، بجانب اعتماد التقييمات المستمرة والاختبارات الشهرية ضمن أعمال السنة.
وأكدت أن هذه الإجراءات ساعدت على انتظام العملية التعليمية، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة وضع خطة شاملة تجعل من المدرسة بيئة محفزة وجاذبة للأبناء.