يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ وعوده الانتخابية، التي تعهدت بالدخول في صراعات تجارية من خلال فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من عدة بلدان، على رأسها الصين والمكسيك وكندا.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، برز شعار ترامب “أمريكا أولًا” في العديد من القرارات التي اتخذها مؤخرًا، وبالأخص على مستوى الرسوم الجمركية، إلا أن تلك الإجراءات من المتوقع أن يكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي نفسه.
وبموجب قرارات ترامب، ستفرض أمريكا رسومًا جمركية بنسبة 25% على معظم الواردات من كندا والمكسيك، مع استثناء وحيد لقطاع الطاقة الكندي الذي سيخضع لرسوم بنسبة 10%، كما سيتم فرض رسوم بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية.
وفي هذا السياق، حذّر جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في مؤسسة EY-Parthenon، من أن هذه الرسوم ستؤدي إلى انخفاض حاد في النمو الاقتصادي الأمريكي، موضحًا أن التأثير السلبي سيمتد على مدى عامين على الأقل، مع توقعات بانخفاض الناتج الاقتصادي بنسبة 1.5% في عام 2025، وتراجع إضافي بنسبة 2.1% في عام 2026.
كما حذر فلافيو فولب، رئيس جمعية مصنعي قطع غيار السيارات الكندية وعضو مجلس العلاقات الكندية الأمريكية، في تصريحات لبوليتيكو، من احتمال توقف صناعة السيارات بالكامل في أمريكا الشمالية خلال أسبوع واحد من تطبيق الرسوم.
وعلى مستوى قطاع الغذاء، أوضحت ليزلي ساراسين، رئيسة جمعية صناعة الأغذية الأمريكية، أن الرسوم الجديدة ستؤدي حتمًا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصة الفواكه والخضروات المستوردة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة لتكملة إنتاجها المحلي.
وعلى الرغم من هذه التحذيرات، بدا ترامب مصرًا على موقفه، إذ صرح في مؤتمر صحفي بأن “الرسوم الجمركية لا تسبب التضخم، بل تحقق النجاح”، إلا أنه اعترف أخيرًا بأن الاقتصاد الوطني في بلاده سوف “يتألم” بهذه القرارات.