تجارة وصناعةسلايدر

توجه مصري عراقي لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية

12 مذكرة تفاهم بين الحكومتين ومدبولي: نقلة نوعية بشتى المجالات

مصر تعرض “إعمار” بغداد وتأهيل المصانع ودعم قطاع الدواء

الشركات المصرية تتولى مشروعات بنية تحتية بـ600 مليار دينار عراقي

“لدينا قناعة أنه لا سبيل لمواجهة التحديات الإقليمية وضمان الاستقرار، بالمنطقة، إلا من خلال زيادة التعاون والعمل المشترك بين الدول العربية، وعلى الأخص مصر والعراق… وكُلنا أَمل وتفاؤل في أن نحقق نقلة نوعية مشهودة في مسيرة علاقاتنا الثنائية مع العراق الشقيق في مختلف المجالات”.
بهذه الكلمات حدد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أهم أهداف الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، الأمر الذي أكده أيضا محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، بقوله: إن هذا الاجتماع يأتي في إطار مستهدفات الجانبين، لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين.
انتهت اجتماعات الجانبين بتوقيع اثنتي عشرة وثيقة، تدخل بها العلاقات التاريخية بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق المشترك والتكامل في الكثير من المجالات. وتشتمل الوثائق على مذكرات تفاهم للتعاون في مختلف المجالات، وتمثل أهم حصاد هذه الدورة. وطلب الدكتور مدبولي من الوزراء في الجانبين أن نعمل معا على تفعيلها في أقرب وقت ممكن. وقال: سنعمل معا على وضع كل المخرجات موضع التنفيذ لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة للبلدين الشقيقين.
ومن أهم نتائج الاجتماعات تأكيد أن القطاع الخاص شريك أساسي في دعم جهود التعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات. وظهر ذلك واضحا في مشاركة عدد كبير من رجال الأعمال بالبلدين أعمال المنتدى الاقتصادي الذي تخلل أعمال الدورة؛ لبحث فرص التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والتجارة.
وأشار الدكتور مدبولي، أمام المنتدى، إلى تشديد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على حتمية مُساندة مِصر للعراق الشقيق لكي يعود كما كان من قبل قلعة صناعية وزراعية عربية نفخر بها جميعا. وأكد أن هناك توجيها من الحكومة للقطاع الخاص في مصر ببناء استثمار مشترك من خلال مشروعات في مصر والعراق بما يعود بالنفع على كلا البلدين، مؤكدا إلى أن القطاع الخاص له دور أساسي في عملية تفعيل الشراكات وزيادة التبادل التجاري.
وأشاد محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، بدور القطاع الخاص المصري الواضح في الاقتصاد العراقي، وتأكيده أن التواجد المصري بالعراق رسالة واضحة بأن العراق يمتلك بيئة استثمارية مؤهلة لجذب الاستثمارات المصرية وغير المصرية. وأضاف أن التعاقدات مع الشركات المصرية لتنفيذ مشروعات البنى التحتية وصلت إلى أكثر من 600 مليار دينار عراقي
تضمنت الوثائق الموقعة بين البلدين: بروتوكول تعاون في مجال التنمية المحلية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التقييس والسيطرة النوعية، ومذكرة تفاهم بين الشركة المصرية القابضة للصوامع والشركة العامة لتجارة الحبوب العراقية؛ لتبادل الخبرات في مجال بناء وتشغيل وصيانة الصوامع، ومذكرة تفاهم للنقل البري للركاب والبضائع.
كما تضمنت مذكرات تفاهم بين داري الكتب والوثائق القومية بالبلدين، وأخرى بين المجلس الأعلى للآثار والهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، ومشروع البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارتي الثقافة بالبلدين، ومذكرة تفاهم بين أمانة بغداد ومحافظة القاهرة، وبين الهيئة العامة للرقابة المالية وهيئة الأوراق المالية العراقية، ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأخرى بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية واتحاد الغرف التجارية العراقية، وبين جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية ومجلس شئون المنافسة ومنع الاحتكار بالعراق لتعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية.
وشهدت أعمال الدورة جلسة مباحثات موسعة بقصر الحكومة بالعاصمة بغداد، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وحضور عددٍ كبير من الوزراء والمسئولين من الجانبين. وامتدت مناقشات اللجنة إلى القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فأكد الدكتور مدبولي أن هناك تطابقا كاملا بين البلدين في حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية. وجدد الرفض التام لأي إجراءات تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين لأي دولة من دول الجوار.
وأعرب السوداني عن تقديره لجهود مصر في التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية ومواد الاغاثة إلى الأهالي في القطاع، مؤكداً دعمه لكل الجهود الإقليمية التي تستهدف ترسيخ الاستقرار والوقف الشامل والمُستدام للحرب وعدم السماح بتوسيع نطاق الحرب، بما يؤثر على الاستقرار والأمن لدول المنطقة.
وشدد على موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية والرفض القاطع لأي دعوات أو محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة، كما أكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ومشيرا إلى عمق علاقات الشراكة التاريخية التي تربط بين العراق ومصر، قيادة وحكومة وشعباً.
وأوضح أن العراق حريص على تعزيز التعاون مع الجانب المصري في المجال الاقتصادي، لاسيما الربط الكهربائي والنقل واللوجيستيات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدا وجود فرص كبيرة للتعاون بين الجانبين المصري والعراقي في مجال الصناعات وخاصة، الصناعات التحويلية، والنفط.
وأوضح الدكتور مدبولي أن مباحثاته الثنائية مع نظيره العراقي تناولت العديد من القضايا الإقليمية، والتغيرات التي تشهدها المنطقة. وأكد أن هناك توافقا تاما على ضرورة التكامل والتنسيق المستمر بين البلدين، ليكون هناك موقف واحد مشترك بشأن تلك القضايا، التي تنعكس آثارها على البلدين.
ولفت أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يلائم طموحاتهما، مشيرا إلى أنه يمكن مضاعفة الأرقام الحالية. وأوضح أن مصر تتطلع للنهوض بمعدلات التجارة البينية بين القاهرة وبغداد، من خلال اتفاقيات التعاون، والتنسيق الثنائي. وشدد على استعداد مصر لتسخير جهود الشركات المصرية والقطاع الخاص للمساعدة في الإعمار بالعراق. ولفت إلى أنه تم العمل خلال الفترة الماضية على إعادة تأهيل المصانع، وأصبح القطاع الصناعي في مصر يشهد طفرة كبيرة، بالتعاون مع الخبرات الكبيرة للقطاع الخاص المصري الذي يساعد في هذا الأمر. وأعرب عن اهتمامه بالعمل مع الجانب العراقي فيما يخص ملف العمالة المصرية المدربة والماهرة وزيادة الاستعانة بها في الشركات والمشروعات العراقية، وذلك من خلال التنسيق ما بين وزارتي العمل في البلدين.
وعن وجود فرص للتعاون بين البلدين في مجال النفط، اتفق رئيسا وزراء البلدين على أن يعقد وزيرا البترول المصري والعراقي لقاء فوريا، لبحث فرص التعاون الممكنة في مجال النفط، وخاصة منشآت التكرير ومستودعات التخزين.
وأكد الدكتور مدبولي استعداد مصر لمساعدة العراق لإقامة مصانع للأدوية بها من خلال هيئة الدواء المصرية، لافتا إلى أن صناعة الأدوية في مصر تشهد ازدهارا، فلديها ما يزيد على 200 مصنع وشركة أدوية تقوم بالتصدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *