
كشفت والدة أحد ضحايا الاعتداء في إحدى المدارس الدولية بمدينة العبور – التي تتجاوز مصروفاتها السنوية 80 ألف جنيها، تفاصيل صادمة عمّا وصفته بـ “جريمة منظمة داخل مدرسة دولية”، مؤكدة أن الوقائع التي ظهرت حتى الآن “مجرد جزء بسيط جدًا من الحقيقة”.
وقالت الأم، في مداخلة هاتفية ببرنامج “الصورة” مع الإعلامية لميس الحديدي، إن بداية الكشف جاءت بعدما لاحظت إحدى الأمهات تغيرًا مقلقًا في سلوك ابنها وتصرفاته، وظلت تسأله لعدة أيام وسط رفضه الإجابة، قبل أن ينهار في النهاية ويخبرها بتعرضه لاعتداءات على يد أحد العمال داخل المدرسة.
وأضافت: الأم دي كلّمتني وقالتلي إن بنتي اتذكرت ضمن الأطفال اللي اتعرضوا لانتهاك… ورغم إننا بنربيها بأسلوب حديث، وبنتكلم معاها كل يوم وبنوعيها، كنت مستبعدة جدًا يحصل لها شيء بالشكل ده… لحد ما واجهتها، فضلت أيام ترفض تجاوب وكانت بتنكر… لحد ما انهارت واعترفت.”
وأوضحت الأم أنها وزميلاتها قررن التحرك بسرعة دون إبلاغ المدرسة في البداية خوفًا من إخفاء الأدلة أو التلاعب بها، فبدأن ليلًا البحث في صور العمال المنشورة على صفحات وحفلات المدرسة، حتى يتمكن الأطفال من التعرف على المتورطين، وبالفعل تعرّف الأطفال على أكثر من شخص.
وفي صباح اليوم التالي، توجه أولياء الأمور إلى المدرسة في السابعة إلا ربع صباحًا، ووقفوا أمام البوابة، وبدأوا في عرض الأطفال على العمال واحدًا تلو الآخر للتعرف عليهم قبل استدعاء الشرطة.
لكن – وفقًا لرواية الأم – واجهتهم مديرة المدرسة بالإنكار، واعتبرت أقوال الأطفال “مجرد شكوك وأقاويل”.
وأكدت الأم أن عدد الأطفال الذين ثبت تعرضهم للاعتداء ويخضعون للتحقيق وصل حتى الآن إلى خمسة أطفال، فيما توجد أسر أخرى ما زالت تخشى التحدث أو الإدلاء بشهادتها بسبب حساسية الموقف.
وأضافت أن التحقيقات بيّنت أن أطفالًا أكبر سنًا كانوا قد تعرضوا لاعتداءات مشابهة عندما كانوا في مرحلة الـ”كي جي”، لكن الواقعة لم تُكتشف في حينها ولم يتم التبليغ عنها.
وأشارت إلى أن الاعتداءات كانت تتم غالبًا خلال فترة انتظار أتوبيس المدرسة التي تمتد من 20 إلى 30 دقيقة، حيث يبقى طلاب الـ”كي جي” داخل مبنى المدرسة لحين خروج طلاب المراحل الأعلى، وهي الفترة التي كان يستغلها المتهمون في تنفيذ الاعتداءات.
وقالت الأم:
“العمال كانوا بيستغلوا الوقت ده… والاعتداءات حصلت في أماكن بعيدة تمامًا عن عين أي مسؤول.”
وكشفت الأم عن تفاصيل بالغة الخطورة ظهرت في التحقيقات، مؤكدة أنها توحي بأن ما جرى ليس تصرفًا فرديًا بل شبكة منظمة داخل المدرسة، موضحة:
“إحنا قدام شبكة كاملة… في ناس بتمسح كاميرات، وفي حد بيسهّل دخول وخروج المتهمين. والمصيبة إن في عامل من اللي الأطفال اتعرفوا عليهم كان اتفصل قبل كده لنفس التهمة… ورجعوه تاني يشتغل!”
وتابعت الأم مؤكدة أن الأطفال تحدثوا عن تعرضهم لاعتداءات تحت تهديد مباشر، قائلة:
“السكين كانت على رقابهم… وهددوهم يقتلوا أهلهم لو اتكلموا.”
وأضافت أن الأمهات أمضين ثلاثة أيام كاملة داخل التحقيقات مع أطفالهن في ظروف نفسية شديدة الصعوبة، مؤكدة أنهن مصرّات على الوصول للحقيقة كاملة وحماية بقية الطلاب، مشددة:
“القضية مش هتقفل غير لما كل المتهمين والمتواطئين يتحاسبوا… كل اللي شارك وسكت أو ساعد لازم يتحاسب.”





