تستضيف مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، قمة مجموعة بريكس، السادسة عشر غدًا الثلاثاء، والتي تستمر على مدار ثلاثة أيام وتناقش “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”وستكون هذه أول قمة تحضرها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا الأعضاء الخمسة الجدد في آلية التعاون إضافة إلى الأعضاء الخمسة القدامى وعدد كبير من زعماء العالم والمنظمات الدولية وضيوف من34 دولة.
وستناقش مصر خلال فعاليات القمة مع مختلف دول مجموعة بريكس زيادة حجم التجارة بالعملات المحلية والتي سوف تسهل إجراء العمليات التجارية بين رجال الأعمال المصريين ومختلف الدول الأعضاء.
ويمثل حجم تجارة مصر مع دول “بريكس” ما يقرب من ثلث حجم تجارة مصر الكلي والبالغ 31 مليار دولار تقريبًا فيما من المتوقع أن تعزز اتفاقيات مقايضة العملات من الروابط التجارية والاستثمارات.
لائحة الحضور
وأكدت 38 دولة مشاركتها في القمة منها 24 دولة سيمثلها رؤساؤها أما ثماني دول فسيمثلها مسؤولون رفيعو المستوى.
حيث يشارك في القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف ورئيس قرغيزستان صدر جباروف ورئيس أوزبكستان شوكت ميرضيايف ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمون ورئيس تركمانستان سردار بيردي محمدوف.
كما سيشارك في القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس منغوليا أوخناغين هورالسوخ ورئيس بوليفيا لويس آرسي والرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس لاوس ثونجلون سيسوليث ورئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو كذلك سيشارك رئيس جمهورية صرب البوسنة والهرسك ميلوراد دوديك والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسة بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس ديلما روسيف والأمناء العامون لمنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
السبعة الكبار
وتعد بريكس من أضخم التكتلات الاقتصادية في العالم ويؤكد الخبراء تفوقها على أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم كمجموعة “السبعة الكبار G7” حيث فاق الناتج المحلي الإجمالي المشترك لبلدان بريكس 60 تريليون دولار متجاوزًا مؤشرات دول مجموعة السبعة G7 وتتمتع بلدان بريكس بعدة مزايا على السبعة الكبار حيث أن بريكس سوقًا ضخمة وعدد سكان دول المجموعة أعلى بأكثر من ثلاثة أضعاف من سكان دول G7 والنسبة العالية من الفقراء في بلدان بريكس تخلق إمكانية زيادة نمو الاقتصادات وسوق الاستهلاك كما أن بلدان بريكس ذات قاعدة موارد غنية ولديها إمكانيات وثروات كبيرة.
مؤشرات التفوق
وهناك سبعة مؤشرات تجعل مجموعة “بريكس” تتربع على عرش الاقتصاد العالمي أولها هو المساحة الجغرافية لدول المجموعة حيث تشكل مساحة دول “بريكس” 33.9% من إجمالي مساحة اليابسة على الكرة الأرضية فيما تشكل مساحة مجموعة السبع الكبار 16.1% فقط.
والمؤشر الثانى هو التعداد السكاني لدول المجموعة حيث يبلغ تعداد سكان دول “بريكس” نحو 45.2% من تعداد سكان العالم بينما يشكل تعداد سكان “G7” قرابة 9.7% من إجمالي السكان العالمي وتلعب كل من الصين والهند دورا رئيسيا في هذا المؤشر.
المؤشر الثالث هو اقتصاد دول “بريكس” حيث يعتبر العامل الاقتصادي من أهم المؤشرات التي تؤكد تفوق دول “بريكس” ويشكل حجم الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة “بريكس” بناء على معيار تعادل القوة الشرائية نسبة 36.7% من الاقتصاد العالمي مقابل 29.6% لدول مجموعة السبع الكبار.
المؤشر الرابع هو احتياطيات الذهب الأسود حيث تبلغ احتياطيات دول مجموعة “بريكس” من النفط الخام 45.8% من إجمالي الاحتياطيات العالمية بحسب بيانات 2023 فيما تمتلك مجموعة السبع الكبار 3.9% فقط وهم عامل مهم جدًا في الاقتصاد العالمي ويؤثر على المؤشرات الصناعية واللوجستية بشكل كبير.
المؤشر الخامس هو صادرات السلع حول العالم حيث استحوذت مجموعة “بريكس” في العام 2022 على 24.9% من إجمالي الصادرات العالمية مقابل 27.9% لدول مجموعة “G7”.
المؤشر السادس المحصول الذهبي وهو القمح حيث أن محصول القمح لدول “بريكس” بلغ في العام 2022 نحو 44.7% من إجمالي محصول القمح العالميبينما بلغ محصول القمح في دول “G7″ نحو 19.7%. وهو منتج استراتيجي وحيوي لأي دولة ويعتبر من أساسيات المخزون الغذائي للبشرية.
أما المؤشر السابع والأخير هو ذهب آسيا الأبيض” الأرز والذي شكل فى دول مجموعة بريكس فى العام 2022 قرابة 54.8% مقابل 2.4% شكل محصول الأرز في دول “G7” وهو من المحاصيل الأساسية بالنسبة للبشرية ويدخل في أغلب المنتجات الصناعية المرتبطة بالأطعمة.
تحالف بريكس
و”بريكس” هي منظمة بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009 وكان أعضاؤها الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وتشكلت تحت اسم “بريك” ثم انضمت جنوب أفريقيا إلى المنظمة في عام 2010 ليصبح اسمها “بريكس”.
ويستهدف هذا التحالف الاقتصادي مجابهة النفوذ الاقتصادي والسياسي الذي تحظى به الأمم الأكثر ثراء في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وشهد التحالف توسعًا كبيرًا في السنة الأخيرة حيث أصبح يضم كلًا من مصر وإيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية فيما تقدمت أذربيجان بطلب رسمي للانضمام للتحالف كما عبر الرئيس أردوغان عن اهتمامه بعضوية مجموعة بريكس منذ عام 2018 أثناء انعقاد القمة الثامنة للمجموعة في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا.