
زيارته للزعيم تبعث رسالة طمانة..
في لحظة إنسانية حملت الكثير من الدفء والحنين، زار المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، الفنان الكبير عادل إمام داخل منزله في مصر، مطمئنًا محبيه على حالته الصحية، ومثيرًا موجة من التفاعل الجماهيري الكبير تحت سؤال واحد: “هل يعود الزعيم؟”، الذي قدّم تاريخًا ممتدًا لأكثر من ستة عقود من العطاء.
الصورة التي نشرها تركي آل الشيخ على صفحته الرسمية، والتي ظهر فيها إلى جانب الزعيم مبتسمًا وبصحة جيدة، أحدثت حالة من الارتياح في نفوس الجمهور العربي، الذي يعتبر الفنان عادل إمام أكثر من مجرد فنان، بل رمزًا من رموز الفن العربي الخالد.
بكلمات بسيطة كتب آل الشيخ في منشوره: “تشرفت بزيارة الأسطورة عادل إمام.. وشربنا عنده أحلى كوباية شاي”، لكنها أعادت إلى الأذهان مكانة الزعيم في الذاكرة الجمعية، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مليئة بالحب والحنين، منها: “رجّع لينا الزعيم”، و”طمنا عليه كل شوية”.
أثارت الزيارة رغم طابعها الودي والإنساني الكثير من التكهنات حول احتمال عودة الزعيم إلى الساحة الفنية، حيث انقسم الجمهور بين من رأى في الزيارة مجرد تقدير ووفاء لشخصية فنية عظيمة، وبين من يراها تمهيدًا لعمل فني مرتقب، فقد ظهر في الصورة أيضًا ابناه رامي ومحمد إمام، ما أعطى مؤشرات إضافية على وجود روح عائلية وفنية تسود اللقاء.
قصة بدأت منذ أكثر من نصف قرن تميز خلالها عادل إمام، بمكانته الرمزية، إذ لم يكن يومًا فنانًا عابرًا، بل جزءًا من وجدان أمة بأكملها، حيث ظل قريبًا من الناس، من واقعهم، من أسئلتهم وهواجسهم، دون أن يساوم على فنه أو يفرّط بمصداقيته.
منذ ظهوره الأول على المسرح والسينما، قدّم عادل إمام أعمالًا شكّلت الوعي الجمعي العربي، وعبّرت عن هموم المواطن وتطلعاته، منها: “الإرهاب والكباب” و”المنسي”، و”السفارة في العمارة” و”عمارة يعقوبيان”، إذ لم يكن مجرد ممثل بل ضميرًا فنيًا ينطق باسم البسطاء والمهمشين، ساخرًا حينًا، وناقدًا حينًا آخر.
في الدراما، قدّم “فرقة ناجي عطا الله” و”عوالم خفية”، ليؤكد أنه ما يزال قادرًا على التجدد حتى بعد عقود من النجومية. أما آخر أعماله، مسلسل “فلانتينو”، فكان ختامًا مشرفًا لرحلة طويلة مليئة بالإنجازات.
ورغم أن الزيارة لم تعلن عن مشروع فني جديد، إلا أن الأمل عند الجمهور مازال قائمًا، ولم يكتفِ بالصورة، متسائلاً: هل نشهد عودة رمزية لعادل إمام؟ هل تكون هناك كلمة مسجلة، أو ظهور خاص يودّع به جمهوره؟ فقد أثبتت هذه الصورة أن “الأساطير لا تموت”، وأن الزعيم، مهما ابتعد عن الأضواء، سيبقى في القلب، وفي الذاكرة، وفي وجدان العرب جميعًا.