
في تحول لافت على الساحة السياسية الأمربكية، أحرز الحزب الديمقراطي انتصارات كبيرة في ثلاث انتخابات رئيسية، هي الأولى منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
شكلت هذه النتائج مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، وأعادت الثقة إلى صفوف الديمقراطيين الذين يسعون لاستعادة نفوذهم قبل انتخابات التجديد النصفي المقبلة، في حين اعتبرها مراقبون اختبارًا مبكرًا لمدى رضا الناخبين عن أداء إدارة ترامب في ولايته الجديدة.
ففي نيويورك، فاز زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، في سباق رئاسة البلدية، ليصبح أول رئيس بلدية مسلم لأكبر مدينة أمريكية، بعد أن تفوق على الحاكم السابق آندرو كومو الذي ترشح كمستقل. ويُعد ممداني من أبرز وجوه الجناح التقدمي في الحزب، وقد دعا إلى فرض ضرائب على الشركات والأثرياء لتمويل برامج اجتماعية طموحة مثل تجميد الإيجارات وتوفير الرعاية والحافلات المجانية، ما أثار قلق الأوساط الاقتصادية في “وول ستريت”.
وفي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، حققت الديمقراطيتان أبيجيل سبانبرجر وميكي شيريل فوزًا واضحًا في انتخابات حاكم الولاية، حيث تغلبت سبانبرجر على الجمهورية وينسوم سيرز في فرجينيا، فيما هزمت شيريل منافسها الجمهوري جاك شاتاريلي في نيوجيرسي، لتخلف الحاكم الديمقراطي فيل مورفي.
وتُعد هذه الانتخابات بمثابة مؤشر مبكر على توجهات الناخبين الأمريكيين تجاه سياسات ترامب خلال الأشهر التسعة الأولى من ولايته الثانية، كما تمثل اختبارًا لفاعلية أساليب الحملات الديمقراطية استعدادًا لانتخابات التجديد النصفي لعام 2026، التي ستحدد من يسيطر على الكونجرس.
ورغم أن هذه الانتخابات جرت في مناطق ذات ميول ديمقراطية، فقد أظهرت النتائج ارتفاعًا ملحوظًا في الإقبال، حيث سجّل مجلس الانتخابات في نيويورك أكثر من مليوني صوت، وهو أعلى عدد منذ عام 1969.
وعلى الجانب الآخر، قلّل ترامب من أهمية الخسائر، معتبرًا أنها نتيجة لعدم وجود اسمه على بطاقات الاقتراع وللإغلاق الحكومي المستمر، كما عاد لتكرار مزاعم التزوير في تصويت ولاية كاليفورنيا، دون تقديم دليل.
وفي الوقت ذاته، وافق الناخبون في كاليفورنيا على منح المشرعين الديمقراطيين سلطة إعادة رسم خريطة الدوائر الانتخابية، ما يعزز الصراع الوطني حول إعادة تقسيمها وتأثيره المحتمل على موازين القوى في مجلس النواب.
أما من حيث الرأي العام، فأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس أن 57% من الأمريكيين لا يوافقون على أداء ترامب، لكن دون أن يترجم ذلك إلى زيادة في التأييد للديمقراطيين، إذ انقسم الناخبون بالتساوي بشأن تفضيلهم لأي من الحزبين في انتخابات 2026.





