مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الحادي عشر، يبدو أن تل أبيب تعيد حساباتها وبدأت تحدد أهدافاً أكثر تواضعًا غير تلك التي توعدت بتحقيقها عقب هجوم الفصائل الفلسطينية فجر يوم السبت قبل الماضي على مستوطنات إسرائيل.
تأجيل الاجتياح البري
ربما لم تتوقف الضربات الإسرائيلية جواً وبرًا بحراً منذ ذلك الحين، لكن بدء هجوم بري شامل على القطاع لاقتلاع حماس والقضاء عليها تماماً، لم يصادف الموعد الذي حدده مسؤولون بارزون في جيش الاحتلال الإسرائيلي بمطلع الأسبوع، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويرى مراقبون، أن تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة دليل على خفض إسرائيل سقف أهداف حربها لأسباب عدة ليس من بينها الظروف الجوية. ووسط إقرار بالفشل الاستخباراتي واتهامات متبادلة بالمسؤولية، ومظاهرات تطالب برحيل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو،
ويرى محللون أن ثمة أسبابًا عدة تقف وراء تأجيل العملية البرية، من بينها التحسب لتكبد خسائر بشرية فادحة، والأعداد الكبيرة للرهائن والأسرى الإسرائيليين الموجودين في قبضة حماس والمخاوف من استخدامهم دروعاً بشرية.
دمار كل شيء
الدمار هو الحاضر الوحيد في غزة، فهو يطال كل شيء الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال والمباني والبنى التحتية بمختلف أنواعها بما في ذلك شبكات الاتصالات والانترنت.
ولا يتمكن كثيرون حتى من تشغيل الهاتف المحمول أو الحاسوب، ومع تراجع الاتصال بالإنترنت وإمدادات الطاقة، تتفاقم الأزمة في غزة، التي تجعل الملايين معزولين عن بقية العالم، بحسب شبكة “الحرة” الأمريكية.
ويعاني أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة من الانعزال عن محيطهم ومجتمعهم وكذلك عن العالم، مع صعوبة الوصول إلى الإنترنت بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي والقصف على غزة ردًا على الهجمات التي شنتها حركة الفصائل الفلسطينية، في السابع من أكتوبر.
دمار البنية التحتية في غزة
وسلطت شبكة “سي إن إن” الضوء على مشكلة انقطاع الإنترنت في غزة، موضحة أن الغارات الجوية الإسرائيلية تسببت في دمار معظم البنية التحتية للاتصالات في القطاع.
وذكرت أن القصف الذي وقع، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تسبب في تدمير اثنين من الخطوط الرئيسية الثلاثة للاتصالات المتنقلة، ولم يتبق سوى خط واحد يعمل، لكن الخدمة معطلة.
وبشكل عام، أوضحت الشبكة أن الاتصال في قطاع غزة انخفض من حوالي 95 في المئة في أوائل أكتوبر إلى حوالي 58%، حتى صباح أمس الاثنين، وفقًا لبيانات من “نت بلوكس”، وهي شركة لمراقبة انقطاع الإنترنت ومقرها لندن.
وأشارت إلى أن المزود الوحيد الذي يقف بين الفلسطينيين والانقطاع التام للكهرباء هو شركة بالتل، وهي شركة الاتصالات الفلسطينية.
مليونا شخص تحت الحصار
ويعيش أكثر من مليوني شخص في غزة تحت الحصار منذ أن شنت إسرائيل قصفا مكثفا على القطاع وحاصرته في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر لمسلحي حماس الذين اقتحموا بلدات ومقرات عسكرية إسرائيلية ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين.
وأدى القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في أعقاب الهجوم إلى استشهاد 2750 شخصا وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
10 ملايين دولار من اليابان
إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي، إن بلادها ستقدم مساعدات بقيمة عشرة ملايين دولار للمدنيين في غزة.
وشددت وزيرة الخارجية اليابانية، على أن على جميع أطراف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الالتزام بالقوانين الدولية، مشيرة إلى أنها أبلغت نظيرها الإسرائيلي بأن طوكيو تتوقع تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن.
قوافل مساعدات من مصر
توجّهت قوافل مساعدات إنسانية متمركزة في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، الثلاثاء إلى معبر رفح باتّجاه غزة التي تتعرّض لقصف إسرائيلي، وفق ما أعلن عاملون في مجال الإغاثة.
وقالت هبة راشد من مؤسسة مرسال غير الحكومية “وصلنا المعبر.. وفي انتظار الخطوة” القادمة، فيما احتشدت مئات الشاحنات على الطريق الممتد على 40 كيلومترا بين العريش ورفح، وفق مصادر إغاثية أخرى.
قائد المنطقة المركزية الأمريكية يزور إسرائيل
توجه الجنرال مايكل إريك كوريلا، المشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، إلى إسرائيل في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، قائلا إنه يأمل في ضمان حصول جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما يحتاجه في الوقت الذي يخوض فيه حربا متصاعدة ضد الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.
وزيارة كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، هي الأحدث التي يقوم بها مسؤول أمريكي كبير إلى إسرائيل قبل الهجوم البري المتوقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة. ويأتي ذلك قبل يوم من زيارة مقررة للرئيس الأمريكي جو بايدن للبلاد.
ونشرت واشنطن، حاملة طائرات والمجموعة القتالية المصاحبة لها في شرق البحر المتوسط، وسترسل حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة في الأيام المقبلة، وهي خطوات تقول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تهدف إلى الردع وليس الاستفزاز.