يشهد سوق الذهب في مصر – خلال الفترة الأخيرة- حالة من النشاط اللافت، خاصة مع ارتفاع مستويات السيولة النقدية المتداولة خارج الإطار المصرفي وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن البنك المركزي المصري، والتي تشير إلى ارتفاع حجم النقد المتداول خارج الجهاز المصرفي إلى 1.429 تريليون جنيه خلال أكتوبر الماضي مقابل 1.418 تريليون جنيه خلال سبتمبر، وهو ما انعكس على حركة البيع والشراء بشكل مباشر.
ومع تزايد اتجاه المواطنين إلى الادخار خارج القنوات الرسمية، أصبح الذهب الملاذ الأكثر جذبًا للمواطن الذي يبحث عن حماية مدخراته من تقلبات الأسعار وعدم استقرار الأسواق، الأمر الذي رفع الطلب المحلي على المعدن الأصفر وأدى إلى تحركات متسارعة في أسعاره.
واستطلعت “البورصجية” آراء بعض المواطنين حول كيفية التصرف في المدخرات والسيولة النقدية لديهم وهل يفضلون شراء الذهب في حال كان لديهم سيولة نقدية أو فوائض أموال؟
قال طارق الفقي – مواطن-: إنه يفضل الذهب كملاذ آمن للاستثمار في الوقت الحالي، خاصة في أوقات انخفاض فوائد البنوك، وفي حال وجود فائض أموال لديه فإنه بفضل أن يشتري به ذهب ويحتفظ به، وفي أي وقت يحتاج للأموال يقوم ببيع الذهب للحصول على الأموال.
فيما قالت جنة محمد – مواطنة-: إنها تفضل شراء الذهب كنوع من الادخار من خلال شراء السبائك أو الجنيهات الذهب، وقد تلجأ لشراء الذهب المستعمل للزينة والاستثمار في الوقت نفسه، مشيرة أنها في حال كان لديها فائض أموال فإنها تفضل دائمًا شراء الذهب؛ لأنه يصلح للاستثمار والزينة، وفي حال الرغبة في الحصول على الأموال بشكل سريع فإنها تذهب لبيع الذهب.
وفي السياق ذاته، قال أحمد مصطفى – مواطن-: إن شراء الذهب للاستثمار يكون للاحتفاظ به وبيعه على المدى البعيد، أما في الوقت الحالي فالشراء للاستثمار لا يصلح؛ نظرًا لأن الأسعار متغيرة بين اليوم والآخر، ويفضل أحمد شراء الذهب والاحتفاظ به كاستثمار، ولكن في حال كان لديه فائض أموال ولا يفكر في بيعه إلا بعد سنتين أو أكثر.
ورأى أحمد محمد – مواطن-: أن الذهب ليس وسيلة استثمار ولكنه ادخار، فقد يكون الاستثمار في الذهب جيد بالنسبة للتجار لكن بالنسبة لنا كمواطنين الأمر مختلف، فالذهب مجرد شكل لحفظ قيمة النقود لحين الاحتياج لها في وقت لاحق، خاصة مع تغير الأسعار بشكل عام خلال الفترة الأخيرة.
وتعليقًا على ذلك.. قال إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن وجود السيولة النقدية خارج الإطار المصرفي يكون لها تأثير على شراء الذهب في بعض الأوقات على مدار العام وليس طوال السنة إلا في حالات الإقبال على الشراء الاستثماري البحت، ومن هذه الأوقات “الموسم الشتوي” والذي يبدأ مع بداية إجازة منتصف العام وحتى عودة المدارس و”موسم عيد الأم” و”موسم عيد الفطر”، و”الموسم الصيفي”، والذي يبدأ من منتصف شهر يونيو وحتى أواخر شهر أغسطس أو منتصف شهر سبتمبر، وأيضًا “موسم الكريسماس” وموسم “عيد الأضحى”، ولكن الإقبال على شراء الذهب خلالهما لا يكون مرتفع مثل باقي المواسم.
وأضاف “واصف” – في تصريحات خاصة لـ”البورصجية”-، إننا اليوم في نقطة تعادل في أسعار الذهب، أي أن العرض يساوي الطلب بالنسبة لحركة الشراء والبيع، فخلال الفترة الحالية لدينا توازن في أسعار الذهب، وذلك على مدار الأشهر الماضية وليس وليد اليوم، وهذا ما يسمى بالاستقرار في حالة أو حركة السوق.
وأكد “واصف”، أن الوقت الحالي ليس وقت “هاي سيزون” بالنسبة لشراء الذهب، وبالتالي فالطلب على شراء الذهب معتدل، مشيرًا إلى عدم وجود أرقام محددة توضح ما تم بيعه وشراءه من الذهب فليس لدينا أرقام توضح حجم مبيعات الذهب أو الأموال التي أنفقها المواطنين على شراء الذهب.
وأوضح “واصف”، أن حركة بيع وشراء الذهب تعتمد على مجموعة من المتغيرات سواء على المستوى المحلي أو العالمي ولا ترتبط بتوافر السيولة النقدية لدى المواطنين، فكل يوم يحدث مستجدات محلية وعالمية يكون لها تأثيرًا بشكل أو بآخر على سوق الذهب.





