
افتتحت شركة “مارس مصر” خطوط إنتاج جديدة بمصنعها في مدينة السادس من أكتوبر، في خطوة تُعد من أبرز محطات النمو الصناعي في البلاد خلال السنوات الأخيرة، باستثمارات بلغت نحو 280 مليون دولار، لترتفع بذلك إجمالي استثمارات الشركة في السوق المصرية إلى أكثر من نصف مليار دولار.
ومنذ اللحظات الأولى للافتتاح، بدا المشروع بمثابة رسالة اقتصادية مهمة تؤكد أن مصر لم تعد مجرد سوق واعدة، بل أصبحت محطة استراتيجية للشركات العالمية الراغبة في توسيع عملياتها الإنتاجية، فيما لفتت شركة “مارس” إلى أن هذا التوسع يمثل امتدادًا لشراكتها طويلة الأمد مع مصر، ويجسّد رؤية مشتركة لدعم التنمية الصناعية وتعزيز الصادرات.
وعلى هامش الافتتاح، أجرت “البورصجية” حوارًا خاصًا مع شانتال تمبلتون، المدير العام لإقليم الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة “مارس”، تناولت فيه الأهداف والرؤية المستقبلية وراء هذا المشروع الطموح، وأهميته في خريطة الاستثمار الصناعي بالمنطقة.
** ما حجم التوسعة الجديدة وأثرها على القدرة الإنتاجية للمصنع؟
بعد إضافة خطوط الإنتاج الجديدة، باتت القدرة الإجمالية لمصنع مارس مصر تصل إلى نحو 120 ألف طن سنويًا، منها حوالي 65 ألف طن مخصصة لمنتجات الشوكولاتة بعد التوسعة. بالمقارنة، كانت القدرات السابقة لدى المصنع تبلغ نحو 25 ألف طن؛ مما يعني أننا أضفنا نحو 40 ألف طن إنتاج جديد.
** ما الدافع الأساسي وراء هذه التوسعة ؟
النمو.. نحن نشهد زيادة ملحوظة في الطلب، سواء داخل السوق المصري أو في الأسواق الدولية، وكان لا بد من الاستجابة بطاقات إنتاجية أعلى. فمصر تتميز بموقع استراتيجي وجاذبية استثمارية، وهو ما يجعلها منصة مثالية للتوسّع، خصوصًا لتغطية أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.
** كم بلغت الاستثمارات الإجمالية في هذا المشروع، وما قيمتها عند إضافته للاستثمارات السابقة؟
الاستثمار الحالي يقدَّر بـ 280 مليون دولار، ليصبح إجمالي ما استثمرته “مارس” في مصر يفوق نص مليار دولار، وهذه من أكبر الاستثمارات التي تقوم بها مارس في مصنع واحد خلال أكثر من عقد؛ مما يعكس ثقتنا الكبيرة في السوق المصري.
** ما مدى الاعتماد على المُدخلات المحلية في التصنيع؟
نحو 70٪ من المكونات الخام التي نستخدمها تأتي من مورّدين محليين في مصر، أما المعدات، فبعضها يتم استيراده نظرًا إلى خبرتها المتخصصة، لكننا نفضل دائمًا استخدام المكونات المحلية كلما سنحت الفرصة.
** إلى كم دولة تصدرون من المصنع المصري حاليًا؟
نصدر الآن إلى أكثر من 50 دولة — ما يعادل نحو 30٪ من أسواق العالم، ومع الخطوط الإنتاجية الجديدة، سيتجاوز التصدير نسبة 90٪ من الإنتاج الكلي للمصنع.
** ما موقع السوق المصري ضمن استراتيجية مارس الإقليمية والعالمية؟
مصر تحتل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا، فهذا التوسّع يُعد أكبر استثمار فردي نقوم به في مصنع على مستوى العالم خلال السنوات العشر الأخيرة. وهذا يعد مؤشر قوي على ثقتنا في مناخ الأعمال هنا، وفي الكفاءات المحلية، وفي الإمكانات الكبيرة التي تتيحها مصر.
** ما تقييم موقع مارس في السوق المصري ؟
نحن حاليًا في المرتبة الثانية بين شركات الحلويات في مصر، ونندرج ضمن أفضل خمسة منافسين عالميًا. السوق المصري ما يزال يحتضن إمكانات نمو كبيرة، والمنافسة الصحية تدفعنا دائمًا إلى الابتكار ورفع جودة المنتجات.
** ما أبرز المنتجات التي ستُنتَج عبر الخطوط الجديدة؟
أُدخلت تكنولوجيا الإنتاج الجديدة لخمِّانات المحشوة (Filled Bar) تُنتج علامات مثل Twix وSnickers وBounty محليًا لأول مرة، هذه التكنولوجيا المستخدمة للمنتجات المحشوة كانت مطوّرة في مصانع عالمية أخرى، لكن نُفِّذت في هذا المصنع المصري باعتباره الوحيد تابِع لمارس عالميًا الذي يُنتِج هذه النوعية.
** ما رؤية مارس طويلة الأجل في مصر؟
مارس ملتزمة على المدى الطويل في مصر، لفا ننظر إليها كسوق فقط، بل كمركز للتصنيع والتصدير إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها. هذا التوسّع ليس مجرد تأكيد للثقة، بل خطوة نحو بناء مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا مع مصر كشريك استراتيجي.