عالم

المبعوث الأمريكي: سوريا ولبنان محور المرحلة المقبلة من الاستقرار الإقليمي

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، “توماس براك”، إن رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق يمثّل تحولًا جوهريًا في مقاربة واشنطن للمنطقة، مشيرًا إلى أن زمن الردع والعقاب انتهى، وبدأت مرحلة بناء السلام عبر التنمية والتكامل الاقتصادي.

وأشار “براك”، في مقال تحليلي نشره اليوم الإثنين، عبر منصة “إكس”، إلى أن إلغاء قانون قيصر الذي فُرض عام 2019 كان ضروريًا لإعطاء الشعب السوري فرصة حقيقية للنهوض، موضحًا أن القانون أدى غرضه الأخلاقي في وقته، لكنه بات اليوم يخنق الشعب السوري أكثر مما يضغط على النظام.

وأضاف “براك”، أن القيادة السورية الجديدة بعد ديسمبر 2024 اتخذت خطوات واقعية نحو المصالحة واستعادة العلاقات مع دول الجوار، بما في ذلك تركيا والسعودية ومصر والإمارات وأوروبا.

وأكد المبعوث الأمريكي أن قرار الرئيس “ترامب” برفع العقوبات جزئيًا منذ يوليو الماضي فتح الباب أمام أكبر مشروع لإعادة الإعمار في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، موضحًا أن الازدهار الاقتصادي هو العلاج الأنجح للتطرف، وأن العقوبات التي كانت تُفترض لتعاقب الأنظمة باتت تُعاقب المزارعين والمعلمين وأصحاب المتاجر.

وفيما يتعلق بلبنان، قال “براك” إن نزع سلاح حزب الله يمثل الركيزة الثانية لأمن المنطقة بعد استقرار سوريا، مؤكدًا أن السلام في الجنوب اللبناني لا يمكن أن يستمر دون سيادة كاملة للدولة اللبنانية وجيشها.

وأوضح المبعوث الأمريكي أن واشنطن طرحت مبادرة “الفرصة الأخيرة” لنزع سلاح الحزب تدريجيًا بإشراف أمريكي وفرنسي مقابل حوافز اقتصادية، لكن بيروت رفضتها تحت ضغط حزب الله.

وحذر “براك” من أن استمرار الجمود قد يدفع إسرائيل إلى تحرك أحادي ستكون عواقبه وخيمة، مشددًا على أن لبنان اليوم أمام خيار مصيري بين استعادة سيادته أو البقاء رهينة الانقسام والركود.

وذكر المبعوث الأمريكي أن الطريق نحو اتفاق “أبراهام” أصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، موضحًا أن المملكة العربية السعودية تقف على أعتاب الانضمام الرسمي، وأن هذه الخطوة ستدفع دولًا أخرى في المشرق إلى اللحاق بها، لتتحول فكرة السلام الشامل إلى “واقع لا يمكن مقاومته.

ولفت “براك” إلى أن بفضل خطة النقاط العشرين للرئيس ترامب، باتت فكرة التكامل الإقليمي في متناول اليد، مؤكدًا أن السلام أصبح يثمر رخاءً، وأن العداء القديم يتحول تدريجياً إلى تعاونٍ ملموس.

وشدّد المبعوث الأمريكي على أن ما يعرقل مسار التحول الإقليمي هو القيادة الإيرانية والحرس الثوري ووكلاؤهم المسلحون، الذين وصفهم بأنهم يعرقلون التغيير ويقفون في وجه الازدهار، وقال إن إيران باتت سياسياً واقتصادياً في أضعف حالاتها، بينما تتسارع خطوات دول المنطقة نحو التنمية والتكامل العربي.

واعتبر “براك” أن رؤية “ترامب” المكوّنة من عشرين بندًا أرست عهدًا جديدًا يقوم على استبدال العداء بالتناغم واليأس بالتنمية والعزلة بالمصير المشترك، مضيفًا أن الولايات المتحدة باتت تنتهج سياسة البناء بدلاً من العقاب، وأشار إلى أن الجهود الجارية في سوريا ولبنان تمثّل “القطع التالية في لوحة السلام”، موضحًا أن استقرار البلدين سيشكّل الركيزة الأهم لأمن واستقرار المشرق بأكمله.

اقرأ أيضا: الخارجية الروسية: تحركات أوروبية لتعطيل لقاء بوتين وترامب حول أوكرانيا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *