
انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت فعاليات زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، بمراسم استقبال رسمية حافلة في مقر السراي الحكومي. وكان في مقدمة مستقبليه نظيره اللبناني الدكتور نواف سلام، حيث جرت مراسم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين للبلدين، إيذاناً ببدء جلسة مباحثات موسعة تهدف إلى ترسيخ التعاون الثنائي في ملفات حيوية.
اصطحب رئيس الوزراء المصري وفداً رفيع المستوى ضم وزراء الصناعة والنقل، والكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، بالإضافة إلى السفير المصري لدى لبنان. وتأتي هذه المشاركة الوزارية المكثفة لتعزيز مخرجات اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة، التي شهدت في دورتها العاشرة توقيع قرابة 15 اتفاقية شملت قطاعات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية، مما يعكس رغبة البلدين في تحويل التوافق السياسي إلى مشروعات تنموية ملموسة تخدم الشعبين الشقيقين.
سلط الدكتور مصطفى مدبولي الضوء، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، على الأهمية الاستراتيجية لهذه الزيارة، معتبراً إياها انعكاساً للتنامي المطرد في العلاقات منذ اللقاء التاريخي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس اللبناني العماد جوزاف عون في مايو 2025. وأكد مدبولي أن مصر تلتزم بموقفها الثابت والداعم للبنان كركيزة أساسية للاستقرار في منطقة المشرق العربي، مشدداً على مساندة الحكومة اللبنانية في مساعيها لاستعادة فاعلية مؤسسات الدولة وصون السلم الأهلي.
أبرزت المباحثات دعماً مصرياً صريحاً للمؤسسة العسكرية اللبنانية، حيث ثمن رئيس الوزراء الجهود المضنية التي يبذلها الجيش اللبناني لبسط سلطة الدولة على كامل ترابها الوطني وفقاً لرؤية وطنية شاملة واتفاق الطائف. وفي سياق متصل، جددت القاهرة رفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، مطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي المحتلة، والالتزام الكامل وغير الانتقائي بقرار مجلس الأمن رقم 1701، لضمان النأي بلبنان عن أي تصعيد إقليمي قد يهدد أمن المنطقة برمتها.





