كشف العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري والاستراتيجي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج يحدث في مصر، عن مجموعة من المؤشرات العسكرية الخطيرة التي تعكس تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، خاصة بين إيران وإسرائيل، وتغيرات لافتة في توازن القوى الإقليمي.
وقال محيي الدين إن إيران تمتلك صواريخ دقيقة التوجيه قادرة على استهداف مناطق حيوية داخل إسرائيل، بينها مواقع مرتبطة بجهاز الموساد، وقد نجحت بالفعل في اختراق منظومة القبة الحديدية التي تعتمد عليها تل أبيب في الدفاع الجوي. وعلّق قائلاً: “المنظومة لم تعد توفر الحماية الكاملة كما يُروّج لها إعلاميًا، والدليل ما نشهده من اختراقات متكررة”.
وفي حديثه عن التوازن الجوي، أكد الخبير العسكري أن “الحديث عن قدرة إسرائيل على فرض السيادة الجوية فوق إيران هو أمر غير واقعي”، مفسرًا أن تنفيذ هذه المهمة يتطلب وجود 30 طائرة إسرائيلية على الأقل في الأجواء الإيرانية بشكل دائم، وهو ما لا يمكن تحقيقه عمليًا بسبب تحديات الإمداد، والاحتياج المستمر لطائرات تزود بالوقود.
وأضاف: “حتى لو امتلكت إسرائيل أسطولاً جوياً متقدماً، فإنها لا تملك البنية التشغيلية اللازمة للحفاظ على تفوق جوي دائم فوق أراضٍ بهذا الاتساع وبهذا المستوى من التهديد الدفاعي الإيراني”.
وفي إطار ما وصفه بـ”حرب الظل”، أشار محيي الدين إلى أن إسرائيل أدخلت عناصر خاصة إلى إيران لتنفيذ عمليات اغتيال وتخريب، في حين تتحرك طهران بقوة لتقليص نشاط العملاء والخلايا المعادية داخل أراضيها. وأوضح أن إسرائيل تعتمد في تحركاتها الاستخباراتية على غواصتين متمركزتين قرب السواحل الإيرانية، وتتمتعان بقدرات إنزال عناصر خاصة في مهام دقيقة داخل العمق الإيراني.
وفي جانب آخر أكثر خطورة، كشف محيي الدين أن إيران تجاوزت نسبة الـ60% في تخصيب اليورانيوم، وهو ما يُقربها أكثر من القدرة على إنتاج سلاح نووي إذا قررت ذلك، ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ غير مسبوق، خاصة في ظل تآكل فعالية الاتفاق النووي، وتصاعد المواجهات المسلحة غير المباشرة في المنطقة.
