
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، أن مئات الآلاف من الأسر في غزة باتت تحت خط الفقر، مشيرًة إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لم تتغير بالشكل المطلوب.
وأشارت اللجنة، إلى أن على إسرائيل السماح بإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات دون عوائق، مضيفة “يجب أن يستمر وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وقالت اللجنة: نحتاج إلى إدخال المواد الغذائية وغاز الطهي إلى القطاع، لافتة إلى أنه “لا نريد أن يفقد الناس حياتهم بسبب عدم توفر الغذاء”.
الأوضاع تزداد صعوبة
وتزداد صعوبة الأوضاع الإنسانية وطأة على سكان قطاع غزة الذين مُنعت عنهم المساعدات منذ 10 أيام بعد تشديد الحصار الإسرائيلي من خلال إغلاق معبر كرم أبو سالم إغلاقًا كاملاً ومنع دخول أي مساعدات، سواء كانت غذائية أو طبية أو غيرها.
وزادت الأسعار وشحَّت المواد الأساسية، وبات معظم السكان يعتمدون في إفطارهم الرمضاني على طعام نباتي يخلو من أي نوع من اللحوم، وقد لا تتوافر لهم وجبة سحور.
ومما زاد الأمر سوءًا ذلك القرار الذي أعلنه وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، بوقف إمداد غزة بالكهرباء، وهو ما يُوقف بدوره تشغيل محطة المياه المركزية الوحيدة وسط غزة.
دعم أوروبي لخطة إعمار غزة
وجددت مفوضة السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، رفض الاتحاد بشدة أي محاولة لإجراء تغييرات ديمغرافية أو إقليمية في غزة، مرحبة بخطة إعادة الإعمار العربية التي قدمت مؤخرا في قمة القاهرة والتي تبنتها أيضا منظمة التعاون الإسلامي.
وأكدت “كالاس”، في تصريحات اليوم الثلاثاء، أن الخطة العربية لغزة جادة لمناقشة مستقبل القطاع وسوف نناقش هذه الأفكار مع شركائنا العرب.
وأعربت عن دعم الاتحاد الأوروبي لـ”دولة فلسطين المستقبلية، وغزة جزء لا يتجزأ منها”، مضيفة “سنعمل مع المجتمع الدولي لإعادة إعمار القطاع”.
وأكدت المسؤولة الأوروبية، أنه يجب عدم تسييس المساعدات الإنسانية إلى غزة أو ربطها بشروط، مطالبة برفع كل العوائق التي تحول دون إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
حظر المساعدات يهدد حياة الغزيين
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، مساء الاثنين، إن قرار إسرائيل حظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة يهدد حياة المدنيين الفلسطينيين “الذين لم يرتاحوا إلا لفترة قصيرة من الحرب الوحشية”، مؤكداً أن الوضع الآن مشابه للوضع الذي ساد في بداية الحرب في أكتوبر 2023.
وأكد لازاريني، في حديث للصحفيين من جنيف، عقب إحاطة ألقاها أمام الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أن وقف إطلاق النار أثبت أنه «متى كانت هناك إرادة سياسية، أمكن دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق ودون انقطاع»، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية زادت عشرة أضعاف قبل القرار الإسرائيلي بوقف دخولها.
ابتزاز سياسي
وقالت حركة حماس، في بيان، إن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية يزيدان من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، ويشكلان خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على تسهيل دخول المساعدات دون قيود.
وأعربت حماس، في بيان اليوم الثلاثاء، عن إدانتها استخدام المساعدات “ورقة ابتزاز سياسي”، مشيرة إلى أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمواد الإغاثية الأساسية أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص حاد في المستلزمات الطبية، مما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وطالبت الحركة الوسطاء بالضغط على إسرائيل كي تلتزم بتعهداتها وتفتح المعابر فوراً “لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها”.