
أصدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تحذيراً من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مؤكدة أن النساء والفتيات يتحملن وطأة الصراع بشكل خاص، وأوضحت الهيئة أن انعدام الأمن الغذائي والعنف المتصاعد في الفاشر ومناطق شمال دارفور يفرض على النساء مخاطر يومية تشمل الجوع والنزوح والتعرض للعنف الجنسي، وسط غياب حماية أو رعاية أساسية.
ونشرت الهيئة الأممية، اليوم الثلاثاء، تقريراً يسلط الضوء على الأبعاد الجنسانية لانعدام الأمن الغذائي في السودان، محذرة من أن النساء والفتيات يدفعن الثمن الأكبر للصراع المستمر وانهيار الخدمات الأساسية.
وفي مؤتمر صحفي عقب نشر التقرير، قالت “آنا موتافاتي”، المديرة الإقليمية للهيئة في شرق وجنوب أفريقيا، إن كل يوم يتأخر فيه العالم عن التحرك بشأن السودان تلد النساء أطفالهم تحت القصف، أو يموتون جوعاً، أو تختفي دون عدالة.
وأكدت “موتافاتي” أن النساء في مدينة الفاشر، مركز الكارثة الأخيرة في شمال دارفور يعانين من الجوع والنزوح والاغتصاب وتدمير المستشفيات، مشيرة إلى أن العديد من النساء الحوامل اضطررن إلى وضع أطفالهن في الشوارع بعد نهب المستشفيات المتبقية.
وأضافت “موتافاتي” أن النساء يواجهن مخاطر كبيرة في كل خطوة يسعين فيها للحصول على الماء أو الحطب أو الطعام، محذرة من أن أجسادهن أصبحت مساراً للجريمة في السودان، مع غياب أي أماكن آمنة لتلقي الحماية أو الدعم النفسي والاجتماعي.
وأشارت إلى ارتفاع تكلفة المواد الأساسية، مثل عبوة الفوط الصحية التي تصل إلى 27 دولاراً في حين لا تتجاوز المساعدات النقدية الشهرية للأسرة المكونة من ستة أفراد 150 دولاراً، مضيفة أن النساء غالباً ما يضحين بالغذاء أو الدواء للحفاظ على كرامة أطفالهن، فيما تتلقى المراهقات أقل حصص الطعام، ما يهدد صحتهن على المدى الطويل.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن الجوع له تأثير مضاعف على الأطفال الرضع، حيث ترتفع حالات سوء التغذية الحاد المرتبط بنقص تغذية الأمهات، وأكدت “موتافاتي” على ضرورة وقف العنف، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، ودعم مطابخ الطعام التي تديرها النساء.
في الوقت نفسه، حذرت “إيمي بوب”، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، من أن الانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان وانعدام الأمن الغذائي في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وزادت الأزمة الإنسانية تفاقماً، وقالت إن فرق المنظمة تحاول الاستجابة للاحتياجات، لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يحدان من وصول المساعدات للمحتاجين
وجاء استيلاء قوات الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور بعد أكثر من 500 يوم من الحصار في أكتوبر الماضي وسط تقارير عن فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الإعدامات السريعة والعنف الجنسي، حيث فرّ آلاف النساء والفتيات إلى مناطق أخرى في شمال دارفور مثل طويلة وكورما ومليط، حيث تظل المساعدات الإنسانية محدودة جداً.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أدى القصف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة، وفي الفترة بين 26 أكتوبر و9 نوفمبر، فرّ حوالي 38,990 شخصاً من النزاع في شمال كردفان.
وحثّت المنظمة الأممية الجهات المانحة والمجتمع الدولي على ضرورة التحرك العاجل لضمان وصول المساعدات إلى المجتمعات الضعيفة بأمان، مؤكدة أن التنسيق المحلي والدولي ضروري لإنقاذ الأرواح وحماية المدنيين.
اقرأ أيضا: مصر تؤكد دعمها الكامل للسودان وتدين انتهاكات الفاشر





