
رغم مخاوف الرسوم الجمركية..
لم يخالف قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن معدل الفائدة، توقعات الأسواق العالمية، والتي تأهبت لقرار بخفض الفائدة قبل إعلان ذلك بشكل رسمي خلال الأسبوع الماضي.
وقرر صناع السياسة النقدية بالبنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في ختام اجتماع لجنة السوق المفتوحة، الأسبوع الماضي، وذلك لأول مرة منذ بداية العام الجاري، في خطوة يراها المحللون تأتي استجابة للتحديات والمخاطر التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في الوقت الحالي، من بينها ضعف سوق العمل المحلية.
وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في حديثه عقب انتهاء الاجتماع، إن قرار خفض سعر الفائدة جاء لـ “إدارة المخاطر” على حد وصفه، متوقعًا استمرار ارتفاع الأسعار وعودة الضغوط التضخمية مرة أخرى، بسبب الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
واستجابت الأسواق العالمية المختلفة لقرار خفض الفائدة الأمريكي، حيث تراجعت أسعار الذهب بشكل قوي خلال تعاملات الأيام التي تلت إعلان القرار، لتهبط بنحو 1% مع عزوف المستثمرين عن الملاذات الآمنة وإقبالهم على الأصول ذات المخاطر العالية.
تأثر الذهب سلبًا بتصرحات “جيروم باول” بشأن التضخم، وتوقعاته باستمرار ارتفاع الأسعار وزيادة الضغوط التضخمية بسبب رسوم “ترامب” الجمركية.
وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 3658.25 دولار للأوقية، بعد أن وصل لمستوى قياسي جديد عند 3707.40 دولار.
وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.2% إلى 3717.8 دولار عند التسوية.
وفي الغالب تزداد جاذبية المعدن الأصفر عند تراجع أسعار الفائدة، حيث يقلل انخفاض العوائد تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدا.
وعلى مستوى أسواق النفط، تراجعت أسعار النفط بعدما أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية، مما أثار مخاوف بشأن الطلب، بالإضافة إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة، حيث سجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت بنحو 52 سنتا، أو ما يعادل 0.76%، إلى 68.22 دولار للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 47 سنتا، أو 0.73%، لتسجل 64.05 دولار.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط سريعًا أسعار النفط بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة مدعومًا بتوقعات زيادة الطلب العالمي على الطاقة مع اتجاه المركزي الأمريكي نحو تيسير السياسة النقدية.
ارتفعت العملات الرقمية عقب قرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية، واقتربت بيتكوين من مستوى 118 ألف دولار، لأول مرة في شهر، بعد الخسائر القوية التي تكبدها سوق الكريبتو خلال الأسابيع القليلة الأخيرة.
وعزز قرار خفض الفائدة أسعار العملات المشفرة، التي التقطت أنفاسها خلال تعاملات الأربعاء الماضي، قبل أن تتراجع مرة أخرى في ختام الأسبوع.
ارتفع الدولار الأمريكي خلال تعاملات يوم الخميس، مسجلًا أكبر مكاسبه اليومية في أسبوعين، مدعومًا بتصريحات “جيروم باول” رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته بشأن صعود التضخم واستمرار ارتفاع الأسعار هذا العام.
وأضاف “باول” أن حالة عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس “دونالد ترامب” مؤخرًا على معدل التضخم مازالت مستمرة.
وصعد مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى” بنحو 0.35% ليصل إلى 97.23 نقطة، بعدما اقترب من مستوى 97.31 نقطة بزيادة قدرها 0.45%، وهي أكبر زيادة يومية منذ 2 سبتمبر الجاري.
وحسب التوقعات، فإن هذه التأثرات لن تكون الأخيرة، ولكنها تمثل استجابة فورية من الأسواق المختلفة لقرار المركزي الأمريكي، والذي كان متوقعًا على نحو كبير قبل إصداره بعدة أشهر.