أخر الأخبار الجانبية

«الأرصاد» تحذر من ذروة الحر.. وخبير بيئي يوضح السبب

تشهد مصر حاليًا موجة شديدة الحرارة تضرب معظم المحافظات، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية صباح اليوم السبت 26 يوليو 2025، حيث تسجل درجات الحرارة في القاهرة الكبرى بين 40 و41 درجة، وترتفع في جنوب البلاد حتى 46 درجة مئوية. وتُعد هذه الموجة امتدادًا لحالة حرارية بدأت منذ أيام وتستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل، مصحوبة بارتفاع كبير في نسب الرطوبة وهدوء الرياح، ما يزيد من الإحساس بحرارة الطقس الفعلية بقيم تتراوح من 2 إلى 4 درجات.

وإزاء هذا المشهد، أوضح الدكتور علاء سرحان، الخبير في شؤون البيئة والمناخ، أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة تعود إلى عاملين رئيسيين: عوامل طبيعية وأخرى بشرية.

أسباب طبيعية وبشرية

وأضاف سرحان في تصريح خاص لـ البورصجية ، أن من أبرز العوامل الطبيعية الدورات الشمسية، التي تؤثر على كميات الإشعاع الواصلة إلى الأرض، وكذلك ثوران البراكين التي تطلق كميات ضخمة من الغازات، تؤدي إلى تغيرات مؤقتة في درجات الحرارة، بالإضافة إلى تيارات المحيطات، التي قال إنها “تلعب دورًا مهمًا في توزيع الحرارة على سطح الكوكب، ولها تأثير مباشر على أنماط المناخ عالميًا”.

وأوضح أن التأثير الأكبر في التغيرات المناخية الحالية لا يعود إلى الطبيعة، بل إلى النشاط البشري المتسارع، معتبرًا أن الإنسان أصبح “المساهم الرئيسي في اختلال التوازن البيئي”.

وذكر أن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والبترول يؤدي إلى انبعاث كميات ضخمة من غازات الاحتباس الحراري، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون والميثان. كما أشار إلى أن إزالة الغابات تقلل من قدرة الكوكب على امتصاص هذه الغازات، ما يؤدي إلى تراكمها في الغلاف الجوي وزيادة درجات الحرارة.

وأكد سرحان أن الأنشطة الصناعية ووسائل النقل التقليدية تساهم بشكل مباشر في رفع مستويات التلوث الحراري، مشددًا على أن التصدي لهذا التغير لم يعد خيارًا بل ضرورة.

سبل المواجهة والتكيف

وحول سبل التخفيف من آثار التغير المناخي، أوصى د. سرحان باتباع عدد من الإجراءات، من بينها:

تقليل الانبعاثات الغازية الضارة، خاصة ثاني أكسيد الكربون.

الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية والرياح.

تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المنازل والمصانع.

استخدام السيارات الكهربائية بديلاً عن المركبات التقليدية.

التوسع في بناء مبانٍ موفرة للطاقة تقلل الانبعاثات وتزيد من كفاءة العزل الحراري.

التشجير وزيادة الرقعة الخضراء في المدن.

إدارة النفايات بشكل بيئي آمن، والحد من حرقها العشوائي.

تشجيع استخدام المنتجات الصديقة للبيئة في الحياة اليومية.

واختتم سرحان حديثه بالتأكيد على ضرورة التوجه إلى سياسات التكيّف مع التغيرات المناخية، مؤكدًا أن العالم ومصر ضمنه لم يعد يملك ترف التأجيل في مواجهة هذا التهديد الوجودي.
Taha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *