في ذكرى تحرير سيناء المجيدة، نحتفل بإنجازات عظيمة شهدتها شبه الجزيرة على مختلف الأصعدة، ومن أهمها التطورات الهائلة التي شهدها التعليم العالي، وفي هذا الاطار أكد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن سيناء شهدت خلال السنوات العشر الماضية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي نقلة نوعية وغير مسبوقة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
واشار الوزير إلى أنه تم تنفيذ العديد من المشاريع القومية الضخمة التي ساهمت في النهوض بالبنية التحتية للجامعات، وتطوير المناهج الدراسية، وتعزيز البحث العلمي، وتوفير فرص تعليمية متميزة لأبناء سيناء، تماشيًا مع رؤية مصر 2030 لتحقيق طفرة تنموية هائلة في هذا الإقليم الجغرافي الحيوي للأمن القومي المصري.
كما أضاف عاشور أن هذه الطفرة تجسدت في تنفيذ العديد من المشاريع الهامة، والتي شملت إنشاء جامعات جديدة من الجيل الرابع ومنها جامعة الملك سلمان الدولية، وجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، وجامعة شرق بورسعيد الأهلية، وجامعة شرق بورسعيد التكنولوجية، حيث ساهمت هذه الجامعات في توفير فرص تعليمية متميزة لأبناء سيناء، وساعدت على رفع مستوى التعليم في المنطقة، من خلال إتاحة برامج حديثة ملائمة لسوق العمل، وتخدم أغراض الصناعة، وتلبي احتياجات المجتمع في سيناء، بالإضافة إلى إنشاء أول فرع لجامعة حكومية بجنوب سيناء، وهو فرع جامعة السويس بأبورديس، بالإضافة إلى تطوير الجامعات القائمة في سيناء.
وفيه هذا السياق، تم تنفيذ العديد من المشاريع الهامة بجامعة العريش، والتي شملت إنشاء مبانٍ جديدة، وتوفير تجهيزات حديثة، وتطوير المناهج الدراسية، كما أكد الوزير أن هذه المشاريع التي تم تنفيذها في كافة المسارات التعليمية (الحكومية، الأهلية، التكنولوجية) أدت إلى زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعات في سيناء، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات الهائلة تُؤكد التزام الدولة المصرية بكافة مؤسساتها بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في سيناء، من خلال جعل التعليم العالي والبحث العلمي أداة رئيسة لبناء مستقبل أفضل لأبناء هذه المنطقة الغالية من أرض الوطن.
ومن جانبه، أكد الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة نفذت أكثر من 37 مشروعًا في مجال التعليم العالي بسيناء خلال السنوات العشر الماضية، بتكلفة إجمالية بلغت 23 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن جهود تنمية سيناء تؤكد وضعها في مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمُستدامة التي تستهدف الدولة تحقيقها في كافة ربوع الوطن وفقًا لرؤية مصر(2030)، خاصة في شبه جزيرة سيناء لما تمثله من أهمية خاصة للأمن القومي المصري.
كما أشار عبدالغفار إلى اهتمام الجامعات بعقد شراكات دولية مع جامعات أجنبية مرموقة، حيث وقعت جامعة الملك سلمان الدولية بروتوكولات تعاون مع جامعة (IMC) للعلوم التطبيقية بالنمسا، وجامعة ساوث كارولينا الأمريكية، ووقعت جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية بروتوكول تعاون مع جامعة كلاوستال الألمانية، لافتًا إلى أن هذه الشراكات تستهدف تقديم برامج دراسية حديثة تواكب مُتطلبات سوق العمل، وتبادل الزيارات العلمية بين الجامعات وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، وكذلك تقديم برامج دراسية بشهادات مزدوجة، حيث يحصل الطالب على شهادة من الجامعة المصرية وشهادة من الجامعة الأم.
وأكد المتحدث الرسمي أن مشاريع التعليم العالي في سيناء تُعد نموذجًا رائدًا لما يمكن تحقيقه من خلال التخطيط السليم والتنفيذ الفعال، وتُساهم في بناء مستقبل واعد لمصر، وتُعزز من مكانتها كمركز إقليمي للتعليم والبحث العلمي، مشيرًا أيضًا إلى أن هذه المشاريع تؤكد إيمان الدولة المصرية بأهمية التعليم العالي كركيزة أساسية للتنمية المستدامة، فالجامعات لا يقتصر دورها على التعليم فقط، بل يمتد إلى إحداث طفرة تنموية شاملة في المنطقة المُحيطة، حيث تمتلك جامعة العريش مزرعة إنتاجية متميزة تعتمد على أحدث التقنيات الحديثة في الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة، كما أطلقت جامعة العريش وجامعة الملك سلمان الدولية قوافل طبية وزراعية وخدمية وتثقيفية للعديد من الأماكن بالتعاون مع المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”؛ للارتقاء بجودة حياة المواطنين، كما أطلقت الجامعات حملات للتبرع بالدم بالإضافة إلى المساهمة في المشروع القومي لمحو أمية بالتعاون مع “هيئة تعليم الكبار”.
و اشار عبدالغفار إلى أن جامعة شرق بورسعيد الأهلية هي إحدى جامعات الجيل الرابع التي تهتم بالتميز في التعليم والبحث العلمي، وتم إنشاؤها بتكلفة تقديرية 5 مليارات جنيه، وتقع على مساحة 44 فدانًا، وتتكون من (مبنى إدارة الجامعة، مبنى علوم هندسية “1”، مبنى علوم هندسية “2”، مبنى طب بشري، مبنى صيدلة، مبنى أسنان، مبنى المعامل، مبنى الورش “1”، مبنى الورش “2”، و6 مبان مستقبلية)، فضلاً عن البوابات الرئيسة والفرعية، والمرافق، والشبكات العامة.
ومن جانبه، أضاف الدكتور أيمن إبراهيم أن الدراسة بالجامعة بدأت بكلية الطب البشري (برنامج الطب والجراحة)، وكلية الهندسة (برنامج هندسة التشييد)، مشيرًا إلى أن الجامعة تقدم عددًا من البرامج الجديدة في 7 كليات مختلفة، وتضم الجامعة 8 كليات في 3 قطاعات بإجمالي 23 برنامجًا، ففي قطاع الهندسة والعلوم الفيزيقية (كلية الهندسة، كلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات)، وفي قطاع الطب والعلوم الحيوية (كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية)، وفي قطاع الفنون والعلوم الإنسانية (كلية علوم الأعمال، كلية الآداب).
كما أكد الدكتور أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس أنه جارٍ إنشاء أول فرع لجامعة حكومية بجنوب سيناء، وهو فرع جامعة السويس بأبورديس، بتكلفة 1.3 مليار جنيه للمرحلة الأولى، ويُقام فرع الجامعة على مساحة 100 فدان للمرحلتين، وتضم المرحلة الأولى كليات (التربية، الآداب، العلوم، التجارة) فيما تضم المرحلة الثانية كليات (الطب البشري، طب الأسنان، الصيدلة، العلاج الطبيعي، التمريض، الهندسة، هندسة البترول، التكنولوجيا، الثروة السمكية، اللغات والترجمة، الزراعة الصحراوية والأغذية، التصاميم والفنون، الطب البيطري، الحاسبات والذكاء الاصطناعي).
ومن جانبه، أشار الدكتور مدحت عوض رئيس جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية إلى أن تكلفة إنشاء جامعة شرق بورسعيد التكنولوجية بلغت 645.7 مليون جنيه، وتم إنشاؤها على مساحة 70.140 مترًا مربعًا، ولديها برامج جديدة، منها: (تكنولوجيا الصناعات الخشبية، تكنولوجيا الصناعات الغذائية، تكنولوجيا النقل البحري والموانئ، تكنولوجيا الخدمات الفندقية، تكنولوجيا الخدمات السياحية والسفر).
وأكد مدحت عوض أن الدراسة بالجامعة بدأت في كلية الصناعة والطاقة، وكلية السياحة والفندقة، وتتكون الجامعة من 9 مبان، وملعبين، وبها 20 قاعة ومعملاً، ومبني مدرجات (4 مدرجات سعة الواحد 420 كرسيًّ) ومبنى إدارة (35 مكتبًا إداريًّا) ومسجد، ومسرح (سعة 300 كرسي) وكافتيريا (سعة 200 طالب) و3 مبان سكنية