يعيش قطاع غزة هدوءًا حذرًا لليوم الخامس على التوالي بعد تمديد الهدنة الإنسانية يومين إضافيين قابلة للتمديد مجددًا، بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
والتقطت غزة أنفاسها خلال الأيام الماضية بعد 49 يومًا من الحرب بين إسرائيل وحماس والتي أسفرت عن استشهاد الآلاف وتدمير نحو نصف المباني السكنية والمؤسسات الخدمية في قطاع غزة.
حصيلة أيام الهدنة الأربعة
وفي حصيلة الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، نفذت إسرائيل وحماس عملية تبادل للرهائن والأسرى بدون عوائق، وفي المجموع تم تبادل 150 أسيرًا فلسطينياً مع 50 رهينة إسرائيلي. كما أطلقت حماس سراح 19 من العمال التايلانديين.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق 60 أسيرًا و20 رهينة اليوم وغدًا، بحسب اتفاق الهدنة الذي تم تمديده.
سريان الهدنة دون عوائق
إلى ذلك أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، اليوم الثلاثاء، أن الهدنة الفلسطينية الإسرائيلية سرت دون عوائق، مُرجعًا ذلك إلى الجهود المصرية القطرية الحثيثة والمشاركة الأمريكية.
وأضاف “رشوان”، خلال بيانٍ له، أن “مصر كثفت جهودها مع سريان الهدنة الإنسانية في مرحلتها الأولى، التي انتهت أمس، وهو ما سيتواصل أثناء المرحلة الثانية”.
وذكر أن حجم المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة حتى أمس، بلغ 2812 طنًا، كما بلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية 11427 طنًا، والمياه 8583 طنًا.
وأوضح أنه تم إدخال 1048 طنًا من الوقود حتى مساء أمس، ليصل بذلك إجمالي الشاحنات التي دخلت من معبر رفح لغزة 2263 شاحنة.
تبادل الأسرى والمحتجزين
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة وافقت مبدئيًا على إضافة 50 أسيرة فلسطينية إلى قائمتها للفلسطينيين المحتمل أن تطلق سراحهم إذا أُفرج عن المزيد من الرهائن الإسرائيليين خلال التمديد.
من جانبها، ذكرت حماس إنها سعت إلى تعديل الشروط التي ستطلق بموجبها سراح رهائن، بالإضافة إلى النساء والأطفال الذين أفرجت عنهم بالفعل.
وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها ستمدد الهدنة يومًا واحدًا لكل عشرة رهائن آخرين يُطلق سراحهم. وذكر راديو جيش الاحتلال الإسرائيلي نقلاً عن مكتب نتنياهو أن حكومة الاحتلال تلقت قائمة بأسماء الرهائن المتوقع إطلاق سراحهم اليوم الثلاثاء.
حصيلة المساعدات
مع اتفاق الهدنة، زادت شحنات الوقود والإمدادات إلى غزة – على الرغم من أن جماعات الإغاثة تقول إنها لا تزال بالكاد كافية لتقليص احتياجات 2.3 مليون فلسطيني في غزة الذين عانوا أسابيع من الحصار والقصف الإسرائيلي، بحسب بيانات صادرة عنها.
وأكد الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عدنان أبو حسنة، دخول عشرات الشاحنات من المساعدات إلى مدينة غزة وشمال القطاع خلال فترة الهدنة.
وقال في تصريحات صحفية، الثلاثاء، إن حجم ما يدخل من مساعدات إنسانية عبر معبر رفح خلال الهدنة هو 5% من الحجم الذي كان يدخل قبل الحرب. أما معدل الدخول اليومي للشاحنات هو 50 شاحنة، وقبل الحرب كان يدخل 500 شاحنة، وأحيانًا 600 شاحنة في اليوم.
وأضاف: “ما نريده إدخال 200 شاحنة يوميًا لمدة شهرين متواصلين على الأقل من أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الضرورية”.
شهيدان في الضفة الغربية المحتلة
ميدانيًا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد طفل وشاب، فجر اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في محافظة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن الطفل مالك ماجد عبد الفتاح دغرة (17 عاما)، استُشهد متأثرا بإصابته بالرصاص الحي في الكتف، والبطن، والقدم، في مواجهات اندلعت خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية كفر عين شمال غرب رام الله.
وأضافت المصادر، أن الشاب ياسين عبد الله الأسمر (26 عاما) من سكان بلدة بيتونيا، استُشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في الصدر، خلال مواجهات اندلعت في البلدة، فيما أصيب شاب آخر (23 عاما) بالرصاص الحي في القدم.